للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلسطين و"فينيقية"، ويظهر أن هذا الهجوم كان قد حدث بعد ترك القيصر "وألنس" "valens" "٣٦٤-٣٧٨م" أنطاكية وذلك سنة "٣٧٨م"١ وقد حاربت الروم مرارًا، وانتصرت غير مرة، ثم تصالحت معهم. وكان من جملة ما اشترطته عليهم أن يسقف على عربها راهب يدعى موسى كان يتعبد في بادية الشأم، فوافق القيصر على ذلك. وكان هذا الراهب كاثوليكيًا معارضًا لمذهب أريوس٢.

ويذكر المؤرخون أن غارات تلك الملكة على حدود الروم، كانت عنيفة كاسحة، أنزلت الدمار والخراب بقرى وبمدن عديدة، وألحقت خسائر فادحة بالأرواح والمال. وقد شملت تلك الغارات أرض فلسطين و"الحدود العربية" "arabici limites". وتذكر أن عربها كانوا من الـ"سارسين" "سرسين"٣ "saracene".

وقد وليت "ماوية" الحكم بعد وفاة زوجها، ويظهر أن نزاعًا وقع بينها وبين الروم أدى إلى توتر العلاقات بينهما، آل إلى هجوم الملكة على حدود الروم. ولما عجز الروم من الانتصار عليها، استعانوا ببعض سادات القبائل للتغلب عليها، ولما وجدوا أن القبائل لم تفعل شيئًا، اضطروا على التفاوض معها، وعلى ترضيتها على نحو ما ذكرت٤.

وقد قام موسى "moses" بنشاط كبير في نشر النصرانية بين العرب. وقد كان من مصلحة الروم تنصر الأعراب؛ لأن في تنصرهم تأييدًا لهم، حتى وإن خالف مذهبهم مذهب الروم٥.

وقد حكم قبل "ماوية" "عامل" عربي أشار إليه المؤرخ "أميانوس" "ammianus"، غير أنه لم يذكر اسمه، قال إنه "assanitarum" وإنه من "السرسين"٦، "phylarchus saracenorum assanitarum"، وقد حكم


١ Provincia Arabia, III, S. ٢٨٦, Theophanes, ٦٤, (Ed. De Boor) , Socrates, IV ٣٦, Sozomenus, VI, ٣٨ Eusebios, ٢, ٢,
٢ المشرق، السنة العاشرة، العدد ١١، حزيران، ١٩٠٧، "ص٥٢٤"، theodoretus, ٤, ٢١. socrates, hist. eccl,٤ , ٣٦
٣ Die Araber, II, S. ٣٢٨
٤ Die Araber, II, S. ٣٢٨
٥ Die Araber, II, S. ٣٢٨
٦ Ammianus, ٢٤, ٤, ٢, Provincia Arabia, III, S. ٢٨٦

<<  <  ج: ص:  >  >>