للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيتًا بعيدًا١.

وتبين للنبط على ما يظهر أنهم إذا استمروا في تأييدهم ومساعداتهم للحسمونيين "Hasmoneans" المناضلين للخلاص من حكم السلوقيين السوريين، ألحقوا أضرارًا بمصالحهم الخاصة وبحكومتهم نفسها، فلم تكن سياسة المكابيين مقتصرة على طلب الاستقلال التام والخلاص من الحكم الأجنبي، بل كانت تنطوي على الاستيلاء على الأردن والتوغل في مناطق النبط نفسها، وإنشاء حكومة قوية قد تزاحم حكومتهم في يوم من الأيام، فرأوا أن من الخير لهم أن يدعوا هذا التأييد، وأن يقاوموا إن احتاج الأمر إلى المقاومة. وقد حدث ذلك بالفعل في عهد الملك المكابي "اسكندر جنيوس" "اسكندر ينيوس" "Alexander Jannaeus" "١٠٣-٧٦ قبل الميلاد" حيث وقعت حرب بينه وبين النبط بسبب الأردن٢.

فلما تمكن الملك الماكبي مستعينًا بجنود مرتزقة من اليونان ومن أهل آسية الصغرى ومن "المؤابيين" ومن "الجلعاديين" أهل "جلعاد"، وهم من العرب كما يقول المؤرخ اليهودي "يوسفوس"٣، وأجبرهم على دفع الجزيرة اصطدم بمعارضة الملك "عبادة" "Obedas" الذي أعلن حربًا عليه، كان "اسكندر" يهلك فيها لولا الأقدار التي احتضنته ففر مسرعًا هاربًا بنفسه إلى القدس، وبذلك كتب لنفسه السلامة والنجاة٤.

إن "عبادة" "Obedas" = "Obedas" = "Obedath" هذا الذي ذكره "يوسفوس"، هو "عبادة" المعروف عند المؤرخين بـ "عبادة الأول" تمييزًا له عن ملوك آخرين عرفوا بـ Obedas، وقد حكم حوالي سنة تسعين قبل الميلاد٥. وجعل "شرادر" حكمه في عام "٩٣" قبل الميلاد. وقد ورد اسمه مضروبًا على النقود٦.


١ Die Araber, I, S. ٢٩٠
٢ The Universal Jewish Encyclopedia, Vol., ٨, P.٧٩
٣ Josephus, Antiq., Xiii, Xiii, ٥, The Jewish War, Book, ١, Iv, ٣-٤
٤ Dubnow, Ii, S., ١٦٠, The Cambridge Ancient History, Vol., Ix, Pp.٣٩٩
٥ Ency. Relig., Vol., ٩, P.١٢١, Ency., Iii, P.٨٠١, The Cambridge Ancient History, Vol., Ix, P.٤٠٩
٦ Die Araber, I, S., ٢٩١, Schrader, Klt., S. ١٥٣

<<  <  ج: ص:  >  >>