للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتمكنوا من الاستيلاء على الحضر، وبعد أن حاصروها مدة، تراجعوا عنها؛ لأنهم وجدوا صعوبة في فتحها، وعادوا إلى "أنطاكية"١.

وقد ورد في النص "١٣٩" اسم "نشرى هب"، وهو ابن "نوهرا"، وهو ابن "سنطرق" "سنطروق"، الملقب بلقب "ملكا" أي: "الملك"٢.

ويظن أن حكم "أثل ملكا"، أي: الملك "أثل" "أثال" أو "أثال الملك" بتعبير أصح، والذي ورد اسمه في النصوص، دون أن يذكر اسم والده، كان يحكم الحضر في منتصف القرن الثاني للميلاد، أو في النصف الثاني منه، وهو ملك لا نعرف صلته بالملوك المتقدمين٣.

وأما "برسميا"، فقد كان من معاصري "سبتيميوس سفيروس" Septimius Severus الذي كان حكمه في حوالي السنة "١٩٣" إلى السنة "٢١١" بعد الميلاد٤, وكان من خصومه المزعجين. فقد صبر بجنوده ودافع معهم عن أسوار مدينته حتى أكرهه على فك الحصار عن الحضر وعن التراجع عنها، بسبب العطش الذي أثر في جيشه، على حين كان الماء كثيرًا في المدينة مخزونًا عندهم. وبسبب المقاومة العنيفة التي أظهرها الفرسان العرب، وإلقاء أهل الحضر قنابل النفط على جيوش الرومان ومقاومتهم مقاومة عنيدة حملت الرومان على التراجع عن المدينة وفك الحصار عنها٥.

ولما ظهرت الدولة الساسانية كانت الحضر على صلات طيبة بالرومان, وكانت تلعب دورًا خطيرًا في عالم التجارة لموقعها المهم بالنسبة لطرق القوافل لذلك الوقت، فتحرش بها الساسانيون وغزوها، ثم دمروها في الأخير، وكان سبب ذلك هو أن "أردشير" الأول، مؤسس الدولة الساسانية ومهدم كيان الدولة الأشكانية دولة الفرث، لما انتصر على دولة الفرث، حارت الدويلات الصغيرة، وفي جملتها حكومة الحضر, في أمرها، وظنت أن النصر سيكون للفرث، فوقفت موقف الحذر من الساسانيين، ورأى ملك الحضر "الضيزن" أن من الأصلح له


١ Dilleman, Haute Mesop., ١٢٩
٢ سومر ١٩٦١، Die Araber, Iv, S. ٢٥٩, A. Caquot ٢٥٨
٣ Die Araber, Iv, S. ٢٦٧
٤ Die Araber, Iv, S. ٢٦٧
٥ Dio Cassius, Lxxvi, ٢.٣, Lxxvi, ٩.٤, Ii, ١٢, Herodian, Iii, ٩, ١٢, Fr. Stark, Rome On The Eupfrates, Pp.٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>