للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنها كانت قريبة جدًّا من حدود أرض قبيلة "بتع". وأما "شعوب" التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد أو كيلومترين عن الجهة الشمالية الغربية من "صنعاء"، فقد كانت في أرض قبيلة "بتع"١.

وقد أشير إلى حرب "وهب ايل يحز" مع الريدانيين، في النصوص الموسوم بـ jamme ٥٦١ Bis، وهو نص دونه "يرم أيمن" "يريم أيمن"، وأخوه "برج يهرحب" وابنه "علهان" أبناء "أوسلت رفشان"، وهم من "همدان" أقيال "أقول" قبيلة "سمعي" ثلث "حاشد"، وذلك عند تقديمهم تمثالًا إلى الإله "المقه ثهون" بعل "أوام"؛ لأنه من عليهم وعلى عبيده "اد م هـ و" "ادمهو" أبناء همدان: وعلى قبيلتهم حاشد، وأغلق عليهم نعماءه وأعطاهم غنائم كثيرة في الحرب التي وقعت بين ملوك سبأ وبين "بني ذي ريدان" واشتركوا فيها، إذ ترأسوا بعض القوات، وكذلك في غاراتهم على أرض العرب المجاورين لقبيلة حاشد والنازلين على حدودها، أولئك العرب الذين أخطئوا خطأ تجاه أمرائهم وساداتهم ملوك سبأ "املك سبأ"، وتجاه بعض قبائل ملك سبأ؛ ولأن الإله "المقه"، أنعم عليهم بأن جعل الملك "وهب ايل يحز" "ملك سبأ" راضيًا عنهم، مقربًا لهم؛ ولأنه أعطاهم ذرية ذكورًا وحصادًا جيدًا، ولكي يديم نعمه عليهم ويبارك فيهم ويعطيهم الصحة والقوة وذلك بحق عثتر و"المقه" وبحق حاميهم "شيمهم" وشفيعهم "تالب ريام"٢.

ويتبين من هذا النص أن "يرم أيمن" وشقيقه كانا تابعين لملك سبأ، وأنهما كانا مع "علهان بن برج" من الأقيال على عشيرة "سمعي" التي تكون ثلث مجموع قبيلة "همدان" في هذا العهد، وأنهم كانوا في خدمة ملك سبأ، ويظهر أنهم إنما أشاروا إلى مهاجمتهم لأرض العرب، والعرب المخالفين لأمر ملك سبأ؛ لأن هؤلاء العرب كانوا على حدود أرض قبيلة همدان، وقد تعرضت أرض هذه القبيلة وأرض قبائل أخرى لغارات هؤلاء الأعراب، الذين كانوا ينتهزون الفرص لغزو الحضر كما هو شأنهم في كل زمان ومكان، وقد نجحوا في تأديب هؤلاء الأعراب، كما نجحوا في الاشتراك مع بقية قوات "وهب ايل يحز" في


١ Le Museon ١٩٦٤, ٣- ٤ p ٤٦٠
٢ M ahram p ٣٧ jamme Bis ٥٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>