للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكربًا، ثم حكم السنين الباقية ملكًا١. ورأى بعض آخر أنه حكم في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد٢. وذهب بعض آخر في التقدير مذهبًا يخالف هذين التقديرين.

وقد كان "كرب ايل وتر" كما يتبين من بعض الكتابات التي دونت في أيامه مثل الكتابة الموسومة بكتابة "صرواح"٣ وكتابات أخرى سأشير إليها في أثناء البحث محاربًا سار على خطة المكرب "يثع أمر بين" في التوسع وفي القضاء على الحكومات العربية الجنوبية الأخرى، أو إخضاعها لحكمه ولحكم السبئيين، بل زاد عليه في توسيع تلك الحروب، وفي إضافة أرضين جديدة إلى سبأ، زادت في رقعتها وفي مساحة حكومة السبئيين، ولكنها أنزلت خسائر فادحة بالأرواح، وأهلكت الزرع والضرع والناس في العربية الجنوبية، وإن كان قد قام من ناحية أخرى بأعمال عمرانية وبإصلاح ما تهدم وخرب، فإن الحرب ضرر، ينزل بالخاسر وبالرابح على حد سواء، وما الربح في هذه الحروب إلا للملوك وللمقربين إليهم من أقرباء وصنائع.

وكتابة "صرواح" التى أشرت إليها، هي من أخطر الوثائق التأريخية القديمة التي تتعلق بأخبار سبأ وبأعمال هذا المكرب الملك، دون فيها "كرب ايل وتر" كل ما قام به من أعمال حربية وغير حربية، فهي إذن سجل سطرت فيه بإيجاز أعمال المكرب الملك وأفعاله، ولذلك فهي بحق من الوثائق المهمة الخطيرة القليلة التي وصلت إلينا في تأريخ الحكام الجاهليين افتتحها بجملة: "هذا ما أمر بتسطيره كرب ايل وتر بن ذمر علي مكرب سبأ عندما صار ملكًا، وذلك لإلهه المقه ولشعبه شعب سبأ"٤. تعبيرًا عن شكره له ولبقية الآلهة على نعمها وآلائها وتوفيقها له بأن صيرته ملكًا، وأنعمت على شعبه بالمنن والبركات، بأن نحر ثلاث ذبائح إلى الإله "عثتر"، إظهارًا لشكره هذا وتقربًا إليه، وكسا صنمي الإلهين: "عثتر" و"هوبس" "هبس"، تقربًا إليهما وشكرًا لهما على نعمهما عليه، ثم انتقل إلى تمجيد آلهته التي وحدت صفوف شعبه بأن جعلت أتباعه


١ Background, P. ١٤١
٢ Beltrage, S., ٩, ٢٢, ٢٥, ١٤٢
٣ Glaser ١٠٠٠A + ١٠٠٠B, ١١٥٥, REP. EPIO. ٣٩٤٥ + ٣٩٤٦, VI, U, P. ٣٩٥, ٤٠٥, Conti Rossini, Chrest. Arab. Merid., P. ٥٥, NO. ٤٩, Fresnel XI, ٣٨, Beitrage,a, ٩
٤ الجمل الأولى من النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>