وكما أن اللباس يحسن أن يكون نظيفًا فإنه يحسن أن يكون مريحًا؛ لأن اللباس إذا لم يكن مريحًا – كأن يكون ضيقًا –فلن تستطيعي أخذ راحتكِ عند الركود والسجود والجلسة بين السجدتين عند الجلوس للتشهد، فإذا جلستِ وأنت غير مرتاحة فستعجلين في الصلاة، ولن تجلسي للتشهد لتقوليه بتمامه كما ينبغي، وإن قلتيه تامًا لفظًا فلن تستشعري معانيه، ولن تتمكني من الدعاء بعده بقلب خاشع خاضع، والضيق لا يتأتى معه الخشوع؛ لذلك نُهيَ عن الصلاة والمصلي يدافع الخبث أو الجوع أو غيره، وسيأتي ذكر مدافعة الخبث ...
وإني ألحظ من بعض الأخوات أنها إذا كانت تهم بالذهاب لزواج أو حفلة ما، استعدت بلبس أجمل الملابس محتملة ما يكلفها هذا الملبس الضيق، وهي لا تحتمل أن تلبس عليه حجاب صلاتها، ولكنها مضطرة للصلاة في وقتها فتجدينها تتعجل بالصلاة محتملة هذه الدقائق التي تصلي فيها، وكأنما قد قيدت بقيود تستعجل الخلاص منها بالسلام.
وكذلك إذا وضعت مساحيق على وجهها فهي تسارع إلى الصلاة خشية أن ينتقض وضوؤها فتعجل بالصلاة كأنها حمل ثقيل لترتاح منه، أما إذا كانت ممن تضع في شعرها ما يسمى " باللفافات" فحدث ولا حرج عن ضيقها حين تضع حجاب صلاتها على رأسها، أو حين تسجد، أو حين تركع، وهذا إذا استطاعت أن تمكن جبينها من الأرض.
فلنتقي الله يا أخواتي من أن نقف بين يديه أن يأخذنا بغتة فلا نستطيع بعد الصلاة صلاة.
وإذا أدركتك الصلاة وأنتِ على هذه الحال السالفة، فلا تتكاسلي عن خلع ما يضايقكِ واستبداله بما يريحك واحتسبي الأجر من الله – ولا يزين لك الشيطان وأنت على هذه الحالة فتقولين أتحمل خمس دقائق وأصلي، ثم تصلين صلاة كصلاة الخائف.
واعلمي أنك لو أرغمت نفسكِ على نبذ ما لا يريحكِ عند الصلاة - مهما كلفكِ - ولو مرة واحدة لسهل عليكِ الأمر، وعرفتِ كيف أن الصلاة تحتاج منكِ إلى استعداد.