إن في إثبات حقّ تحمّل الكتب، ومن ثَمَّ أداؤها بأيّ طريقة من الطّرق المعتبرة في التّحمّل والأداء على أصول النُّسخ الخطّية أو الفروع المنقولة عنها في طباق السّماعات، والقراءات توثيقاً لهذه الكتب إلى أصحابها، ودليلاً على عناية الأمّة بأصولها ومصادرها، ودقّتهم في ضبط رواتها، والتّأكيد على صحّة تحمّلها ونقلها، وأنّها مصونة بإذن الله من التّحريف، والتّغيير، والتّبديل.
وكلّما كثرت هذه السّماعات كان أدعى للوثوق بهذه النّسخ، وإبرازاً لأهميّتها، وشهرتها عند أهل العلم ... مع الفوائد الجمَّة الأخرى الّتي تتضمنها، وتحتوي عليها، ممَّا ليس المقام مقام بسط لها، لي فيها بوادر بحث لطيف يسّر الله إتمامه.
وفي السّماعات المثبتة على النّسخ الخطّيّة لهذا الكتاب فرائد عدّة، وأدلَّة متظافرة على صحّة نقله، وبيان أهميّته، وعناية أهل العلم بسماعه، وروايته، لاسيّما أنّ فيهم عدداً من أئمّة المسلمين، ومشاهير علمائهم، وحفّاظهم (١) ، وغير ذلك ممّا سيُلحظ عند استقرائها ... فإليك استظهار طباقها: