قال ابن حجر رحمه الله:"وقد توسع من تأخر من القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرهاً، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عاميّ جاهل، فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف"١.
ومن الأئمة الذين كانت لهم مواقف بارزة في تقرير هذا الأصل والدفاع عنه: الإمام أحمد -رحمه الله- حيث وقف في وجه الشاربين من مستنقعات الفلاسفة مدافعاً عن الكتاب والسنة، مبيناً أن ما دلاّ عليه هو الحق الذي لا يجوز العدول عنه، ولا معارضته.
ومنهم شيخ الإسلام أحمد بن تيمية -رحمه الله- فقد كان جهاده دعوة عامة للمسلمين لإعادة جميع أحوالهم وشئون حياتهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ ما خالفهما من المناهج والأحوال، وبيّن ضلال من حاد عنهما من الفِرق والأفراد.
وعلى هذا الطريق سار العلماء والدعاة المصلحون الذي اقتفوا نهج السلف الصالح، حتى أخذ الراية الشيخ الموفق والعالم المسدد محمد بن عبد