للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما تقدم من النصوص وكلام أهل العلم نخرج بضوابط مهمة لهذا الأثر القلبي الذي يحدثه الإيمان في قلوب العباد فتتحصن به من كيد شياطين الإنس والجن.

هذه الضوابط تتلخص فيما يلي:

١- أن معرفة العقائد والشرائع والخير والشر والحلال والحرام والحسن والقبح إنما طريقه الكتاب والسنة.

٢- أن الله فطر القلوب السليمة العامرة بالعلم والإيمان على الراحة والأنس للخير والنفرة من الشر، وهذه علامة خص الله بها قلوب المؤمنين بالإضافة إلى النور المستفاد من العلم، وأنها تزيد كلما زاد العلم ورسخ الإيمان.

٣- أنه متى استبان الحكم من الدليل الشرعي فيجب المصير إليه، وإن لم ينشرح به الصدر، ولا عبرة بالإحساس المخالف، كما يتحرج بعض المسلمين من الفطر في السفر، وكما كره بعض الصحابة التحلل من الحج إلى العمرة، وبعض ما ورد في مفاوضته لقريش في الحديبية١.

٤- أن فائدة هذه العلامة -وهي التذوق والإحساس الذي يفرق به المؤمن بين الحق والباطل - إنما تكون عند المتشابهات، واختلاف الفتيا أو في الأمور الحادثة التي لم يتبين حكمها.


١ انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب ص٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>