للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهرة والباطنة للملائم والمنافر"١.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ولفظ "الذوق" وإن كان قد يظن أنه في الأصل مختص بذوق اللسان فاستعماله في الكتاب والسنة يدل على أنه أعم من ذلك مستعمل في الإحساس بالملائم والمنافر"٢.

وقال أيضاً ذاكراً قول بعض السلف في قوله تعالى {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} : "قال بعض السلف في الآية: هو المؤمن ينطق بالحكمة وإن لم يسمع فيها بأثر، فإذا سمع بالأثر كان نوراً على نور، نور الإيمان الذي في قلبه يطابق نور القرآن، كما أن الميزان العقلي يطابق الكتاب المنزل، فإن الله أنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط"٣.

وقد بين شيخ الإسلام -رحمه الله- أن الذوق الصحيح هو ذوق قلوب أهل التوحيد التي عمرت بالإخلاص لله، وبالعلم المستمد من الكتاب والسنة، وأن كلا من المؤمنين الموحدين معه من هذا الذوق بقدر إيمانه وعلمه٤.

فالمؤمن قد ذاق حلاوة الإيمان وأشربه قلبه وتلذذ به، وإذا ذاق


١ مدارج السالكين ٣/٩٠.
٢ مجموع الفتاوى ١٠/٣٣٤.
٣ نفس المصدر ١٠/٤٧٥.
٤ نفس المصدر ١٠/٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>