للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء:٥٧] .

وقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:٩٠] .

وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجوه وآمنه مما يخاف "١.

والقلب ليس له صلاح بدونهما -الخوف والرجاء- ولا بانفراد أحدهما بالسيطرة على القلب، فإن ذلك يخرجه عن طمأنينته واستقراره، ويجنح في عواطفه وسلوكه، وتضطرب عبوديته.

فلو غلب جانب الرجاء بأن استشعر الأسماء والأخبار وما يفيده الاعتبار مما يدل على عفو الله ورحمته وكرمه ولطفه ونحوها، وحجب قلبه عما يقابلها مما يدل على مكر الله بالظالمين واستدرجه لهم وانتقامه منهم،


١ رواه الترمذي، أبواب الجنائز، الباب العاشر، ح٩٨٨ ٢/٢٢٧، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، ح٤٢٦١ ٢/١٤٢٣ واللفظ له، وأورده الألباني في السلسة الصحيحة ٣/٤١، وحسنة بالمتابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>