فالله سبحانه في هذا السياق قابل بين سلامة قلب إمام الموحدين-الذي كان به موحداً- وبين ظن قومه المشركين برب العالمين الذي أوقعهم في الشرك، مما يدل على أهمية تطهير القلب وسلامته من العقائد الباطلة والظنون الفاسدة، ليتزكى بعد ذلك بالتوحيد.
وعلى هذا فالضلال في معرفة توحيد الأسماء والصفات، هو السبب في تولد الظنون السيئة الباعثة على الوقوع في الشرك والسلوك المنحرف.
وإذا تبين أهمية التطهير ووجوب البدء به، وأنّّ ذلك مطلوب في كل زمان ومن كل إنسان لشدة الضلال وتنوعه وانتشاره في كافة أجناس البشر، وقت البعثة النبوية وبعدها، تبين بوضوح الحكمةُ من العناية العظيمة بمسائل الإيمان، وتكرارها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمعرفة الله هي أساس الهداية، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله١.
والهداية بمعناها الأشمل الذي يعني الرشد والسداد في كل نشاط إنساني، فمرجع ذلك كله إلى معرفة الله معرفة صحيحة، والعمل بموجب تلك المعرفة، وكلما كان في معرفة الله خلل عند الفرد أو الجماعة، كان في سلوكها وهدايتها خلل بقدره، فهناك تلازم وثيق بين الاعتقاد وبين السلوك البشري، فصلاح وهداية النشاط البشري عائد إلى صلاح