للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [الفتح:٦] " ١.

ثم بين -رحمه الله- علاقة الظن السيء بالضلال في توحيد الأسماء والصفات، فقال: "وإنما كان هذا ظن السوء، وظن الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل وظن غير الحق، لأنه ظن غير ما يليق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وذاته المبرأة من كل عيب وسوء، وخلاف ما يليق بحكمته وحمده، وتفرده بالربوبية والألوهية، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه ... "٢، ثم قال: "وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته ... "٣.

وإذا كان الانحراف في توحيد الأسماء والصفات متولداً عن ظن سيء برب العالمين، فكذلك الانحراف في توحيد الألوهية متولد عن ظن


١ زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية ٣/٢٢٨، مؤسسة الرسالة، بيروت ط: ٨، ١٤٠٥هـ.
٢ المصدر السابق ص٢٢٩.
٣ نفس المصدر ٢٢٩، ٢٣٠.
وقد بسط ابن القيم رحمه الكلام على هذا الموضوع من ص٢٢٨-٢٣٧ وذكر فوائد جليلة وجملة من الظنون الفاسدة الناتجة عن المعتقدات الباطلة والجهل والضلال في معرفة أسماء الله وصفاته، وقدره وحكمته، تركت إيراد ذلك لأن الغرض من هذا البحث هو معرفة الأثر والمؤثر، والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>