للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبدأ الإرادة والطلب في الزهد، والترك والحب والبغض" ١.

ويستخلص من ذلك:

إن العلوم الواردة من التفكر هي البانية للعقائد والتصورات، وبما يتفق معها تكون العواطف من المحبوبات والمكروهات. وإن العقائد والعواطف هي الموجهة للإرادات.

فالأصل أن الإنسان يحب ما يعتقد فيه النفع، ويكره ما فيه الضرر.

لكن قد يقترن بالنافع مكروه كالمشقة أو توقع الأذى، فيكره النافع لكراهية ما اقترن به، أو تتخلف الإرادة عنه، وكذلك قد يقترن بالضار محبوب، كراحة أو لذة، فيحبه وتتعلق إرادته به.

وقد بين الله هذا المعنى بقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} البقرة:٢١٦] .

وقال صلى الله عليه وسلم: " حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات " ٢.


١ المصدر السابق ص٢٥٥.
٢ رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها، ح٢٨٢٣ ٤/٢١٧٤، ورواه البخاري بلفظ: "حجبت" كتاب الرقاق، باب حجب النار بالشهوات ح٦٤٨٧ الصحيح مع الفتح ١١/٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>