للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطيئة" ١.

فالابتلاء للمؤمن كالنار للذهب، يزيد في نقائه وصلابته، فلا يزال يدفعه إلى التعلق بالله واللّياذ به، ومحاسبة النفس، وإصلاح دينه، ولا يزال ثوابه يعمل عمله في تكفير سيئاته، وزيادة حسناته، حتى يكون أهلاً لولاية الله التامة، فالاصطفاء بعد الابتلاء.

كما قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:١٢٤] .

وأهل هذه المراتب وإن كانوا من المؤمنين المتقين، المستحقين لولاية الله إلا أنهم ليسوا معصومين، فقد يصدر من أحدهم بعض الصغائر أو الكبائر، لكنهم ملازمون للتوبة مبادرون لها، كما وصفهم الله بقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ


١ رواه الإمام أحمد. المسند ١/١٧٢، من حديث سعد بن أبي وقاص، والترمذي وقال:" هذا حديث حسن صحيح" تحفة الأحوذي ح (٢٥٠٩) ٧/٧٨.
وابن ماجة في أبواب الفتن، باب الصبر على البلاء، سنن ابن ماجة إعداد محمد الأعظمي ح (٤٠٧٢) ٢/٣٨٦.
وصححه ابن كثير في التفسير ط الشعب ٦/٢٧٣، وله شاهد عند الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري، وقال عنه:" صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، المستدرك ٤/٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>