للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا المنهج صحيح أيضاً معتمد عند أهل السنة ١. كما أن الشيخ رشيد يستعين أيضاً بلغة العرب ٢، لأن القرآن نزل بلغتهم ولا يفهم إلا بها. فيجب لذلك تعلمها على كل مسلم ٣. ويورد الآيات المصرحة بكون اللغة العربية هي لغة القرآن ٤، ويقف بشدة ضد ترجمة القرآن ترجمة لفظية لأن ذلك غير مقدور عليه، وإن كان يجوز ترجمة معانيه. وأطال الشيخ في ذلك وطبع كتاباً حول هذا المعنى مستلاً من مجلة المنار ٥.

ومعتمداً على ابن تيمية ـ يبين الشيخ رشيد أنواع الاختلاف في التفسير فيقول:" إن الاختلاف في التفسير على نوعين: الأول: ما مستنده النقل فقط، والثاني: مستنده الاستدلال بالعقل، والأول: إما منقول عن النبي أو غيره، ومنه ما يمكن معرفة الصحيح منه، ومنه ما لا يمكن ذلك، وهذا الأخير غالباً ـ مما لا فائدة في معرفته، كالمنقول عن أهل الكتاب، ومنه الصحيح وهو كثير. وأما الخطأ فيما طريقه الاستدلال فيرجع إلى أمرين حدثا بعد القرون المفضلة:

الأول: حمل ألفاظ القرآن على معان اعتقدوها لتأييدها به كجميع الفرق والمذاهب في الأصول والفروع، فإنهم قد جعلوا مذاهبهم أصولاً والقرآن فرعاً لها يحمل عليها.

والثاني: التفسير بمجرد دلالة اللغة العربية من غير مراعاة المتكلم بالقرآن وهو الله عز وجل والمنزَّل عليه والمخاطب به.."٦.

ومن المسائل الهامة التي ناقشها الشيخ رشيد في منهج الاستدلال


١ انظر: ابن تيمية مقدمة في أصول التفسير (ص: ٤١ـ ٤٢)
٢ انظر: تفسير المنار (١/٢١) و (٦/ ١٩٦) و (٩/ ٣١٠) وما بعدها
٣ المصدر السابق (٩/ ٣١١)
٤ المصدر السابق (٩/ ٣١٤) ومجلة المنار (٢٦/ ٢) وما بعدها
٥ انظر: مجلة المنار (٢٦/٤١١و٤٩١و٤٩٣و٤٨١و ٤٩٢و٥٧٤و٥٨٠و٦٨١) وأيضاً فتوى في حظر ترجمته (٢٦/ ٤٨٥) وانظر التفسير (٩/ ٣٢٥) حاشية.
٦ تفسير المنار (١/ ٩٠٨) وقارن مع ابن تيمية: مقدمة في أصول التفسير (ص:١٨) وما بعدها.

<<  <   >  >>