للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تَعَالَى: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: ١٠١].

قال السعدي : «يدعو تَعَالَى عباده إلى النظر لما في السماوات والأرض، والمراد بذلك: نظر الفكر والاعتبار والتأمل، لما فيها، وما تحتوي عليه» (١).

ويقول تَعَالَى في معرض المدح لأهل الإيمان: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: ١٩١].

وإنما شرع الله هذه العبادة لما تثمره من توحيده سُبْحَانَهُ ومعرفته بأسمائه وصفاته، فإذا تفكر العبد في خلق السموات والأرض مثلًا وجد «أن خلقها وتدبيرها وتسخيرها دال على نفوذ مشيئة الله وكمال قدرته، وما فيها من الإحكام والإتقان وبديع الصنعة وحسن الخلقة دال على كمال حكمته وعلمه، وما فيها من السعة والعظمة دال على سعة ملكه وسلطانه، وما فيها من المنافع والمصالح الدينية والدنيوية دليل على سعة رحمته، وشمول فضله وإحسانه وبديع لطفه وبره، وكل ذلك دال على أنه وحده المألوه المعبود الذي لا تنبغي العبادة والذل والمحبة إلا له» (٢)، فتتعلق القلوب به، ويبذل الجهد في مرضاته (٣).


(١) تفسير السعدي (ص: ٣٧٥).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٧٧٦).
(٣) ينظر: المرجع السابق (ص: ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>