للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكن يُعكر على ما سبق ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما نزلت ... {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} فقال المشركون: الملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله، فقال (لو كان هؤلاء الذين يعبدون آلهةً ما وردوها)، قال: فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} عيسى وعزير والملائكة. (١)

وحدّدت الرويات الأخرى أن السائل هو عبد الله بن الزِّبَعْرَى (٢).


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤١٦ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وروى نحوه الطبراني في الكبير ١٢/ ١٥٣، وابن جرير في تفسيره ١٧/ ١١٥، وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٤٦٨ وأبو عبد الله المقدسي في المختارة ١٠/ ٣٠٤ وأخرج نحوه ابن أبي شيبه في مصنفة ٦/ ٣٤٠ عن سعيد بن جبير وقال الهيثمي في المجمع: ٧/ ٦٩ " رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وضعفه جماعة ".
(٢) فقد روى الواحدي عن ابن عباس قال: آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلم يسألون عنها قال: وما هي قال: لما نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} شقَّ على قريش فقالوا: أيشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعرى فقال: ما لكم قالوا: يشتم آلهتنا قال: فما قال: قالوا: قال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} قال: ادعوه لي، فلما دُعي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله قال: بل لكل من عبد من دون الله فقال ابن الزبعري: خصمت ورب هذه البنية يعني الكعبة، ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصاري يعبدون عيسى عليه السلام وهذه اليهود يعبدون عزيراً قال: فصاح أهل مكة فأنزل= =الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} الملائكة وعيسى وعزير عليهم السلام {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} " أسباب النزول ص: ٢٥٢/ ٢٥٣ وينظر: تفسير ابن جرير ١٧/ ١١٤. وابن الزِّبَعْرى هو عبد الله بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، كان من أشعر قريش وكان شديداً على المسلمين ثم أسلم عام الفتح ثم شهد ما بعدها من المشاهد، ينظر: الإصابة (٢/ ٣٠٨) والاستيعاب، حاشية الإصابة (٢/ ٣٠٩/ ٣١٠).

<<  <   >  >>