قال أبو الفتح: أما «إلاهتك» فإنه عبادتك، ومنه الإله، أى مستحق العبادة، وقد سميت الشمس إلاهة وألاهة؛ لأنهم كانوا يعبدونها، ويقال: تألّه تألّها. قال رؤبة:
سبّحن واسترجعن من تألهى …
أى عبادتى، ويقال: لاه أبوك، وله أبوك، ولهى أبوك وله أبوك، وفى تصريفها بعض الطول فندعه تخفيفا.
وأما «ويذرك» بالرفع فعلى الاستئناف، أى فهو يذرك.
وأما «يذرك» بالإسكان فمن «يذرك»، كقراءة أبى عمرو:«إن الله يأمركم» وحكى أبو زيد: «رسلنا» بإسكان اللام استثقالا للضمة مع توالى الحركات، ولم يسكن أبو عمرو «يأمرهم» كما أسكن «يأمركم» وذلك لخفاء الهاء وخفتها فجاء الرفع على واجبه.
وليست الكاف فى «يأمركم» بخفية ولا خفيفة خفة الهاء ولا خفاءها، فثقل النطق بها فحذف ضمّتها.
***
{إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ}(١٣١) ومن ذلك قراءة الحسن: «إنّما طيركم عند الله».
قال أبو الفتح: الطير: جمع طائر فى قول أبى الحسن، وفى قول صاحب الكتاب:
اسم للجمع، بمنزلة الجامل والباقر غير مكسّر.
وروينا عن قطرب فى كتابه الكبير أن الطير قد تكون واحدا، كما أن الطائر الذى