للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزيدون، وتؤنث لفظ قامت لأن الزيود مكسر ولا يختص بالتذكير، لقولك: الهنود.

وقد يجوز قامت الزيدون، إلا أن قام أحسن.

***

{حَتّى إِذَا اِدّارَكُوا فِيها} (٣٨) ومن ذلك ما روى عن أبى عمرو: «حتّى إذا إدّاركوا» وروى عنه أيضا: «حتى إذا» يقف ثم يقول: «تداركوا»، وظهور التاء فى تداركوا قراءة ابن مسعود والأعمش.

وقراءة أخرى: «إذآ ادّاركوا» قرأ بها مجاهد وحميد ويحيى وإبراهيم.

قال أبو الفتح: قطع أبى عمرو همزة «ادّاركوا» فى الوصل مشكل، وذلك أنه لا مانع من حذف الهمزة؛ إذ ليست مبتدأة كقراءته الأخرى مع الجماعة. وأمثل ما يصرف إليه هذا أن يكون وقف على ألف «إذا» مميّلا بين هذه القراءة وقراءته الأخرى التى هى تداركوا، فلما اطمأن على الألف لذلك القدر من التمييل بين القراءتين لزمه الابتداء بأول الحرف، فأثبت همزة الوصل مكسورة على ما يجب من ذلك فى ابتدائها، فجرى هذا التمييل فى التلوم عليه وتطاول الصوت به مجرى وقفة التذكر فى نحو قولك: قالوا-وأنت تتذكر-الآن من قول الله سبحانه: {قالُوا الْآنَ}، فتثبت الواو من قالوا لتلوّمك عليها للاستذكار ثم تثبت همزة الآن، أعنى همزة لام التعريف.

ومثله «اشترووا» -إذا وقفت مستذكرا «للضلالة»، فتضم الواو من اشتروا على ما كانت عليه من الضم لالتقاء الساكنين، ثم تشبع الضمة لإطالة صوت وقفة الاستذكار، فتحدث هناك واوا تنشأ عن ضمة واو الضمير، ثم تبتدئ فتقول:

«ألضلالة»، فتقطع همزة الوصل لابتدائك بها، فهذا أمثل ما يقال فى هذا.

ولا يحسن أن تقول: إنه قطع همزة الوصل ارتجالا هكذا؛ لأن هذا إنما يسوغ

<<  <  ج: ص:  >  >>