للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: فى هذه القراءة إغراب، وليست لمّا هاهنا بمعروفة فى اللغة، وذلك أنها على أوجه:

تكون حرفا جازما كقول الله تعالى: {وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ}، وتكون ظرفا فى نحو قوله: {وَلَمّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ}.

وتكون بمعنى إلا فى نحو قولهم: أقسمت عليك لمّا فعلت، أى إلا فعلت. ولا وجه لواحدة منهن فى هذه الآية.

وأقرب ما فيه أن يكون أراد: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لمن ما آتيناكم وهو يريد القراءة العامة: «لما آتيناكم»، فزاد من على مذهب أبى الحسن فى الواجب، فصارت «لممّا»، فلما التقت ثلاث ميمات فثقلن-حذفت الأولى منهن، فبقى «لمّا» مشددا كما ترى. ولو فكت لصارت لنما، غير أن النون أدغمت فى الميم كما يجب فى ذلك فصارت «لمّا». هذا أوجه ما فيها إن صحت الرواية بها.

وأما «آتيناكم» بالجمع فطريقه أنه لما ورد مع لفظ الجماعة من النبيين جاء أيضا مجموعا تعاليا فى اللفظ، كقوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً}.

وقال سبحانه: {وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ}، ولو كانت وضربت لكم الأمثال لم تبلغ فى سمو اللفظ وتعاليه فى قوله: {ضَرَبْنا لَكُمُ}، فتفهّم معناه.

***

{قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً} (٩٥) ومن ذلك قراءة أبان بن تغلب: «قل صّدق الله»». بإدغام اللام فى الصاد، وكذلك: «قل سّيروا».

<<  <  ج: ص:  >  >>