لِأَن هَذِه الصيغةَ مُشِيرةٌ إِلَى التعاطي بِغَيْر اسْتِحْقَاق، وَهُوَ قد جعل االاعتماد علّةً لاختصاصه من دون الْكتب، وَلَو تكلّف بَعضهم فِي تَصْحِيحه كَمَا تكلّف آخَرُونَ فِي معنى هَذِه الْجُمْلَة، أَعني اختصصت إِلَى آخرهَا بِوَجْه يَمجُّه الطبعُ السَّلِيم، ويستبعِدُه الذِّهْن الْمُسْتَقيم، فليحذر المطالِع من الركون إِلَيْهِ أَو التعويل عَلَيْهِ (وَهَذِه اللُّغَة الشريفةُ) من هُنَا إِلَى قَوْله " وكتابي هَذَا " سَاقِط فِي بعض النّسخ، وَعَلِيهِ شرح الْبَدْر الْقَرَافِيّ وَجَمَاعَة، لعدم ثُبُوته فِي أُصولهم، وَهُوَ ثَابت عندنَا، وَمثله فِي نُسْخَة ميرزا عَليّ والشرف الْأَحْمَر وَغَيرهمَا، وَهَذِه الْعبارَة من هُنَا إِلَى قَوْله " مَالك رِقّ الْعُلُوم وربِقة الْكَلَام " مَأْخُوذَة من رِسَالَة شرف إيوَان الْبَيَان فِي شرف بَيت صَاحب الدِّيوان، وَهِي رِسَالَة أَنشأَها بعض أُدباء أَصْفهان، من رجال الستمائة وَالثَّلَاثِينَ، باسم بعض أُمراء أَصفهان ونصُّها: تَهُبُّ نَوَاسِمُ القَبُول، على رَيْحانَة الْأَشْعَار والفُصول، فيُناوِح سَحَرِيُّ شَمَالِهَا شَمائِل المَحبوب، ويُنْعِم نُعَامى أَرضِها بَالَ المكروب، تَرفَع العَقيرة غِرِّيدة بانِها أَحْيَانا، وتَصوغ ذاتَ طَوْقها بِقَدْرِ القُدْرَةِ أَلحاناً، يتمتَّع بشَمِيم عَرارِها، وَإِن انساق إِلَى طَفَلِ العَشيَّة مُتُونَ نَهارها، تَغْتَنِم خَيْلُ الطّباع انتهابَ نقْلِ رياضها، وَإِن توانَتْ خُطَا طالبيه وتدَانَت كَرُوَيْحَات الفَجر فِي انتهاضها. إِلَى آخر مَا قَالَ، غير أَن الْمُؤلف قد تَصرَّف فِيهَا كَمَا ننبه عَلَيْهِ (لم تَزل ترفع العَقيرة) أَي الصَّوْت مُطلقًا أَو خاصَّة بالغِناء (غِرّيدة) بِالْكَسْرِ، صفة من غَرّد الطَّائِر تغريداً إِذا رفع صَوته وطَرّب بِهِ (بَانِها) شجرٌ مَعْرُوف، أَي لم تزل حمامةُ أَشجارِها ترفع صَوتهَا بِالْغنَاءِ (وتصوغ) مِن صَاغه صَوْغا إِذا هَيَّأه على مثالٍ مُسْتقِيم، وَأَصْلحهُ على أَحْسَن تَقْوِيم (ذاتُ طَوْقها) أَنْوَاع من الطير لَهَا أَطواق كالحمام والفواخت والقمارى وَنَحْوهَا (بقَدْرِ) أَي بِمِقْدَار (القُدْرَة) بِالضَّمِّ أَي الطَّاقَة (فُنونَ) أَي أَنْوَاع وَفِي نُسْخَة صنُوف (ألحانِها) أَي أَصواتها المطرّبة، وعبّر بالصوغ إِشَارَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute