للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك: ما رواه أبو داود والنسائيُّ، من رواية شعبة، عن مالك بن عُرْفُطَةَ، عن عبد خير، عن علي، في صفة الوضوء (١)، والصوابُ: "خالد بن علقمة"، مكان "مالك بن عرفطة" (٢).

والثاني: هو تغيير المعنى إلى شيء لم يقصد.

مثاله: ما ذكره الدارقطنيُّ، أنَّ أبا موسى محمَّد بن المثنَّى العنزيَّ الملقَّب بالزمن، أحد شيوخ الأئمَّة الستَّة، قال يومًا "نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرَفٌ، نَحْنُ مِنْ عَنَزَةَ، قَدْ صَلَّى النَّبيُّ إلينا" يريد أن النبي صلى إلى عَنَزَةَ" فتوهَّم أنه صلّى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة هنا "الحَرْبَة" التى تُنْصَبُ بين يَديْهِ، وقد صحَّفَ أعرابيٌّ معناه ولفظهُ معًا؛ حيث ظنَّ سُكُون نونه، ثم رواه بالمعنى فقال: "شَاة"، والصوابُ أنَّها بفتح النون (٣)

وبالنسبة إلى الحُرُوف، هو المحرَّف، في "القاموسِ" التحريفُ: التغييرُ (٤) والتَصْحِيِفُ: الخَطَأُ في الصَّحيفة (٥)، وفي"شَرْح ألفيَّة العراقي" للقاضي زكريا: "التحريفُ: الخَطَأُ بالحروف بالشَّكْل" " والتَّصحيفُ: الخَطَأُ فيها بالنَّقْل،، واللَّحْنُ: الخطأُ في الإعراب " (٦). وفي "تعريفات السَّيِّد": "السند: تجنيسُ التحريف هو أن يكون الاختلافُ في الهيئة؛ كبَرد، وبُرد وتجنيس التصحيف: هو أن يكونَ الفارقُ النقْطَ، كأنقي واتقي". انتهى


(١) أخرجه أحمد (١/ ١٢٢، ١٣٩) وابو داود (١١٣) والنسائي (١/ ٦٨) من طريق شعبة عن مالك بن عرفطة به.
(٢) أخرجه أحمد (١/ ١٣٥، ١٥٤) وأبو داود (١١١، ١١٢) وابن ماجه (٤٠٤) والنسائي (١/ ٦٧، ٦٨) وابن خزيمة (١٤٧) من طريق خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي.
(٣) ينظر "تدريب الراوي" (٢/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٤) القاموس المحيط (١٠٣٣).
(٥) القاموس المحيط (١٠٦٨).
(٦) فتح الباقي (٢/ ٢٩٥).

<<  <   >  >>