وَأَن الله فتح لنصر هَذِه الجزيرة بَابا، وهيأ لبَقَاء كلمة التَّوْحِيد قطرها الوحيد أسبابا، رام معاجلة الحكم قبل إحكامه، وشره إِلَى إطفاء نور الله الَّذِي وعد بإتمامه، واهتبل الْغرَّة الَّتِي حام عَلَيْهَا طمعه، ورضى منقصة الْغدر فِي جَانب مَا يحذرهُ من الِاتِّصَال بكم ويتوقعه. وأوقع فِي بِلَاد السّلم نَار الْحَرْب، وَلم يثن عزمه ضرو والطاعون عَن إِقَامَة [سوق] الطعْن وَالضَّرْب، وَكذب بالساعة الَّتِي تطلع عَلَيْهِ شمسها من الغرب، وَرمى هَذِه الْبِلَاد الساحلية بشؤبوب شَره، وصيرها فريسة بَين غربان بحره وعقبان بره، وسد فرضته بأساطيله، وراع الْإِسْلَام بر عيله، واستقبل بِلَاده الَّتِي لَا قبل لَهَا بقبيله، ودهم الْجِهَة الَّتِي بادرت إِلَى الِاعْتِصَام بحمى ملككم، والانتظام فِي سلككم، والبلاد الَّتِي أمنت تَحت ظلّ دولتكم، وَامْتنع ذمارها بعز صولتكم، على حِين شحت بِسَبَب الفترة موارد أرفادها، وتعذرت مرافق حماتها وأنجادها، وخم الِاضْطِرَار والافتقار بَين هضابها ووهادها، وَنقص هَذَا الْأَمر الَّذِي أصَاب الأَرْض من إعدادها وَصرف إِلَيْهَا أهلكه عباب سيله، [وأجلب عَلَيْهَا] بِرجلِهِ وخيله، وسحب على أرجائها فضول ذيله، وحجب الضيا عَن آفاقها المشرقة بظلام ليله. فكم حمى مصون بهَا قد استباحه، وَربع مريع قد اجتاحه، وحريم محرم قد أَبَاحَهُ، وَمن وكل باقتضائه ظباء ورماحه، وَشَمل جَمِيع أدَار عَلَيْهِ شُمُول الْفِرَاق وحث أقداحه، ومصلى نصب فِيهِ تماثيله المضلة وأشباحه، وعقاب حصن هاض جنَاحه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute