(لَا أمُّ أَوْلَاده بَكتهُ وَلم ... يَبْكِ عَلَيْهِ لفُرقةٍ أحَدُ)
(وَلَا ابنُ أختٍ يبكي وَلَا ابْن أَخ ... وَلَا حَميمٌ رَقَّتْ لَهُ كَبِدُ)
(بَلْ زَعَمُوا أَن أهَلُه فَرحا ... لما أَتَاهُم نَعِيُّه سجدوا) // المنسرح //
وَكَانَ بشار يُعْطي أَبَا الشمقمق فِي كل سنة مِائَتي دِرْهَم فاتاه فِي بعض السنين فَقَالَ لَهُ هَلُمَّ الْجِزْيَة يَا أَبَا معَاذ فَقَالَ وَيحك أوجزية هِيَ أَيْضا قَالَ هُوَ مَا تسمع فَقَالَ لَهُ بشار يمازحه أَنْت أفْصح مني قَالَ لَا قَالَ فَأعْلم مني بمثالب النَّاس قَالَ لَا قَالَ فأشعر مني قَالَ لَا قَالَ فَلم أُعْطِيك قَالَ لِئَلَّا أهجوك فَقَالَ لَهُ إِن هجوتني هجوتك فَقَالَ لَهُ أَبُو الشمقمق أَو هَكَذَا هُوَ قَالَ نعم فَقل مَا بدا لَك فَقَالَ أَبُو الشمقمق
(إِني إِذا مَا شاعِرٌ هَجانيهْ ... ولَجَّ فِي القَوْلِ لَهُ لِسانِيهْ)
(أدخَلْتُه فِي أسْتِ أمه علانيهْ ... بشارُ يَا بشار ... ... . .) // الرجز //
وَأَرَادَ أَن يَقُول يَا ابْن الزَّانِيَة فَوَثَبَ بشار فَأمْسك فَاه وَقَالَ أَرَادَ وَالله أَن يَشْتمنِي ثمَّ دفع إِلَيْهِ مِائَتي دِرْهَم وَقَالَ لَا يسمعن مِنْك هَذَا الصّبيان
وَحدث الْأَصْمَعِي قَالَ أَمر عقبَة بن سلم لبشار بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَأخْبر أَبُو الشمقمق بذلك فَوَافى بشاراً فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا معَاذ إِنِّي مَرَرْت بصبيان فَسَمِعتهمْ ينشدون
(هللينه هللينه ... طعْنُ قِثَّاةٍ لتينَهْ)
(إِن بشار بن برد ... تَيْس أعمى فِي سفينة) // من مجزوء الرمل //
فَأخْرج لَهُ بشار مِائَتي دِرْهَم وَقَالَ خُذ هَذِه وَلَا تكن رِوَايَة للصبيان يَا أَبَا الشمقمق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute