والمتوكل يضْحك ويصفق بيدَيْهِ حَتَّى غَابَ عَنهُ وَأمر لي بالصلة الَّتِي أعدت للبحتري
وَقَالَ أَحْمد بن يزِيد حَدثنِي أبي جَاءَنِي البحتري فَقَالَ لي يَا أَبَا خَالِد أَنْت عشيرتي وَابْن عمي وصديقي وَقد رَأَيْت مَا جرى عَليّ أفترى أَنِّي أخرج إِلَى منبج بِغَيْر إِذن فقد ضَاعَ الْعلم وَهلك الْأَدَب فَقلت لَهُ لَا تفعل من هَذَا شَيْئا فَإِن لي علما بِأَن الْمُلُوك تمزح بِأَكْثَرَ من هَذَا ومضيت مَعَه إِلَى الْفَتْح بن خاقَان فَشَكا إِلَيْهِ ذَلِك فَقَالَ لَهُ نَحوا من قولي وَوَصله وخلع عَلَيْهِ وَسكن مِنْهُ فسكن إِلَى ذَلِك
وَقد ذكرت بِحَال البحتري فِي إنشاده فصلا ذكره الصاحب بن عباد فِي وصف أبي الْحسن المنجم الشَّاعِر فَأَحْبَبْت إثْبَاته وَهُوَ
لما قتل المتَوَكل قَالَ أَبُو العنبس الصَّيْمَرِيّ يرثيه
(يَا وَحَشة الدُّنْيَا على جَعْفَر ... على الْهمام الْملك الْأَزْهَر)
(على قَتِيل من بني هَاشم ... بَين سَرِير الْملك والمنبر)
(وَالله رب الْبَيْت والمشْعَر ... وَالله لَو أَن قتل البُحتري)
(لثارَ بِالشَّام لَهُ ثائرٌ ... فِي ألف بغل من بني عض خرى)
(يَقْدُمُهُمْ كلُّ أخي ذلة ... على حمارٍ دبِرٍ أَعور) // السَّرِيع //
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute