(وَلَو أَنِّي وردْتُ عذباً فراتاً ... عَاد لَا شكَّ فِيهِ ملحا أجاجا) // الْخَفِيف //
وَمَا أحسن قَول أبي الْأسود الدؤَلِي
(الْمَرْء يحمد سَعْيه من جده ... حَتَّى يُزَيَّن بِالَّذِي لم يَعملِ)
(وَترى الشقي إِذا تكامَلَ جده ... يَرْمِي ويقذفُ بِالَّذِي لم يفعل) // الْكَامِل //
وبديع قَول أبي الْعَلَاء المعري
(سيطلبني رِزْقِي الَّذِي لَو طلبتهُ ... لما زَاد وَالدُّنْيَا حظوظ وإقبالُ)
(إِذا صدقَ الجدُّ افترى العمُّ للفتى ... مَكَارِم لَا تكري وَإِن كذب الْخَال) // الطَّوِيل //
الْجد هُنَا الْحَظ وَالْعم الْجَمَاعَة وتكرى من كرى الزَّاد إِذا نقص افترى كذب وَالْخَال المخيلة
وظريف هُنَا قَول ابْن شرف القيرواني
(إِذا صحبَ الْفَتى سعدٌ وجَدٌّ ... تحامته المكاره والخطوبُ)
(ووافاه الحبيب بغيرِ وعدٍ ... طُفيْليّاً وقادَ لَهُ الرقيبُ)
(وعدّ النَّاس ضرطته غناء ... وَقَالُوا إِن فسا قد فاح طيب) // الوافر //
وَقد أَخذه ابْن النَّقِيب فَقَالَ
(لَو لَحَنَ الْمُوسر فِي مجْلِس ... لقيل عَنهُ إِنَّه يُعْرب)
(وَلَو فَسا يَوْمًا لقالوا لَهُ ... من أينَ هَذَا النَّفَسُ الطّيب) // السَّرِيع //
وَقَول أبي الْعَلَاء المعري غَايَة هُنَا وَهُوَ
(لَا تطلبنّ بآلةٍ لَك رُتْبَة ... قلم البليغ بغيرِ حَظٍ مغزل)
(سكن السما كَانَ السَّمَاء كِلَاهُمَا ... هَذَا لَهُ رمحٌ وَهَذَا أعزل) // الْكَامِل //
وَقد أَخذ أَبُو إِسْحَاق الْغَزِّي هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ
(الْحسن والقبح قد تحويهما صفةٌ ... شان الْبيَاض وزان الشيب والشنبا)