٣٤ - قَوْلهم انصر أَخَاك ظَالِما أَو مَظْلُوما
كَانَ مَذْهَب أهل الْجَاهِلِيَّة أَن ينصرُوا قرناءهم وجيرانهم وأصدقاءهم محقين كَانُوا أَو مبطلين وعَلى هَذَا الْمَذْهَب يَقُول الراجز
(إِن أَخا الصدْق الَّذِي يسْعَى مَعَك ... وَمن يضر نَفسه لينفعك)
(وَمن إِذا صرف زمَان صدعك ... شتت شَمل نَفسه ليجمعك)
(وَإِن غَدَوْت ظَالِما غَدا مَعَك ... )
وَقد رُوِيَ هَذَا الْكَلَام عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن كَانَ صَحِيحا فَمَعْنَاه انصر أَخَاك مَظْلُوما وكفه عَن ظلمه إِن كَانَ ظَالِما فَتكون قد نصرته إِذا منعته من الاثم لَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يَأْمر بنصرة الظَّالِم
وَنَحْو هَذَا الْمَعْنى قَول الشَّاعِر
(وَإِن ابْن عَم الْمَرْء من شدّ أزره ... وَمن كَانَ يحمي عَنهُ من حَيْثُ لَا يدْرِي)
وَقَالَ الاخر
(لعمرك مَا أدّى امْرُؤ حق صَاحب ... إِذا كَانَ لَا يرعاه فِي الْحدثَان)
وَقَالَ آخر
(يغشى مضرته لنفع صديقه ... لاخير فِي ود إِذا لم ينفع)
(لَا أَخا للمرء إِلَّا من نفع ... )
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute