للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ما يُتقى به ذلك - فليبادر الإنسان إلى فعل تلك الأمور ذاكرًا اللَّه تعالى - ممتثلاً أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وشاكرًا للَّه تعالى على ما أرشدنا إليه، وأعلمنا به، ولنبيه -صلى الله عليه وسلم- على تبليغه ونصحه، فمن فعل ذلك لم يصبه من شيء من ذلك ضرر بحول اللَّه وقوته، وبركة امتثال أوامره -صلى الله عليه وسلم-، وجازاه عنا أفضل ما جازى نبيًّا عن أمته، فقد بلغ ونصح» (١).

وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ، فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالأُخْرَى شِفَاءً» (٢).

قال الخطابي: «تكلم على هذا الحديث من لا خلاق له، فقال: كيف يجتمع الشفاء والداء في جناحي الذباب، وكيف يعلم ذلك من نفسه حتى يقدم جناح الشفاء، وما ألجأه إلى ذلك؟ قال: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، فإن كثيرًا من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة، وقد ألف اللَّه بينها وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان، وإن الذي ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه، وألهم النملة أن تدخر قوتها أوان حاجتها، وأن تكسر الحبة نصفين لئلا تستنبت، لقادر على إلهام


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٥/ ٢٨٢).
(٢) برقم ٣٣٢٠.

<<  <   >  >>