للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالوفاء له بما عاقده عليه، من أمانٍ، وذِمَّةٍ، أو نصرةٍ، أو نكاحٍ، أو بيعٍ، أو شركةٍ، أو غير ذلك من العقود». (١)

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الخيانة من صفات المنافقين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «آيةُ المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خانَ». (٢)

وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ آخرَ: «أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافقًا خالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلةٌ منهُنَّ كانت فيه خَصلةٌ مِنَ النِّفاق حتَّى يَدَعَها: إذا ائْتُمنَ خانَ، وإذا حَدَّثَ كذَبَ، وإذا عاهَدَ غدَرَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ». (٣)

وإذا كان الغدرُ والخيانةُ من صفات المنافقين، فإنَّهما لن يكونا من صفات المؤمنين حقًّا، ولهذا كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خُطْبَته: «لا إِيْمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دِينَ لمن لا عَهْدَ له». (٤)

ومن هنا فإنَّ أهلَ الخيانة والغدر يستحقُّون الفضيحةَ الكبرى يوم القيامة، كما أخبر الصَّادق المصدوق فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا جَمَعَ الله الأوَّلين والآخرين يوم القيامة؛ يُرفَعُ لكلِّ غادرٍ لواءٌ، فقيلَ: هذه غَدْرَةُ فلانِ بنِ فلانٍ». (٥)


(١) «جامع البيان في تأويل آي القرآن» [المائدة: ١].
(٢) أخرجه البخاريُّ في «الصحيح» (٣٣)، ومسلم في «الصحيح» (٥٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاريُّ في «الصحيح» (٣٤)، ومسلم في «الصحيح» (٥٨)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(٤) أخرجه أحمد في «المسند» ٣/ ١٣٥ (١٢٣٨٣)، وأبو يعلى في «المسند» (٢٨٦٣)، وابن حبَّان في «الصحيح» (١٩٤)، والبغويُّ في «شرح السنَّة» (٣٨) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقال البغويُّ: «هذا حديث حسنٌ».
(٥) أخرجه البخاريُّ في «الصحيح» (٦١٧٧)، ومسلم في «الصحيح» (١٧٣٥) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

<<  <   >  >>