عُلَمَاء عصره مِنْهُم جده الشَّيْخ بهاء الدَّين وجمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ فنون الْعلم وَتقدم وتميز وفَاق أقرانه بِاجْتِهَادِهِ وجودة ذهنه ودرس وأشغل وَأفْتى وَنزل لَهُ وَالِده عَن قَضَاء الْعَسْكَر فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَكَانَ حسن الذَّات مليح الصِّفَات حكى جمَاعَة من رفقته جملَة من محاسنه ومكارمه وَأما جودة ذهنه فَأمر قد شاع وذاع وَكَانَ يكثر الْبَحْث مَعَ وَالِده ويعارضه وَكَانَ وَالِده يسر بذلك كثيرا وَقد ذكر لَهُ الأديب زين الدَّين طَاهِر بن حبيب تَرْجَمَة حَسَنَة وَقَالَ كَانَ كلفا بالجود لَا متكلفا مطبوعا على مَكَارِم الْأَخْلَاق لَا متطبعا وَأخذ الْفِقْه عَن وَالِده شيخ الْإِسْلَام وتبحر فِيهِ إِلَى أَن رَوَت عَنهُ افواه المحابر وَالسّن الأقلام وشارك أهل الْعُلُوم فَكَانَ لَهُ مِنْهُم أوفى نصيب وجامل أَرْبَاب الْفُنُون فَظهر لَهُم بِكُل معنى غَرِيب ثمَّ دون الْعلم الشريف وكرس وباشر الْوَظَائِف الجليلة وَأفْتى ودرس وَتَوَلَّى قَضَاء العساكر بالديار المصرية وَاسْتمرّ إِلَى أَن تطاولت إِلَيْهِ يَد الْقَضَاء القسرية توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمدرسة وَالِده الَّتِي أَنْشَأَهَا دَاخل الْقَاهِرَة بحارة بهاء الدَّين بِالْقربِ من بَاب القنطرة وجامع الْحَاكِم بنيت من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute