وَعلم الحَدِيث عَن الدمياطي وَغَيره وَسمع الْكثير من نَحْو أَرْبَعمِائَة شيخ واجازه خلق يُوفونَ على ألف وَخَمْسمِائة نفر وَقد ذكر ذَلِك فِي كتاب سَمَّاهُ التِّبْيَان فِيمَن روى عَنهُ أَبُو حَيَّان وَكَانَ ظاهريا فانتمى إِلَى الشَّافِعِيَّة وَكَانَ يَقُول محَال أَن يرجع عَن مَذْهَب الظَّاهِرِيَّة وَاخْتصرَ منهاج النَّوَوِيّ وتصدى لإقراء الْعَرَبيَّة بعد موت ابْن النّحاس سنة ثَمَان وَتِسْعين وَصَارَ شيخ النَّحْوِيين من ذَلِك الْوَقْت إِلَى حِين وَفَاته وَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ طبقَة بعد طبقَة حَتَّى الْحق الأصاغر بالأكابر وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة الْكَثِيرَة ذكر بعض الْحفاظ انها تزيد على خمسين مصنفا مِنْهَا الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير وَالنّهر من الْبَحْر وَشرح التسهيل وارتشاف الضَّرْب وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة الْعلمَاء الْحفاظ وَغَيرهم وأضر قبل مَوته بِقَلِيل وترجمته طَوِيلَة مَشْهُورَة قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على قِرَاءَة كتب ابْن مَالك ورغبهم فِيهَا وَشرح لَهُم غامضها وَكَانَ يَقُول فِي مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة وَقد ذكر صَاحبه الْكَمَال الأدفوي فِي كِتَابه الْبَدْر السافر لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة نَحْو كراس وسرد أَسمَاء جمَاعَة من مشايخه وَذكر عدد تصانيفه وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute