وسِتمِائَة وَسمع من جمَاعَة وتفقه على الشَّيْخَيْنِ علم الدَّين الْعِرَاقِيّ وعلاء الدَّين الْبَاجِيّ ثمَّ ولي قَضَاء حلب فَسَار فِيهِ سيرا حسنا ثمَّ وَقع بَينه وَبَين النَّائِب فسعى فِي عَزله فعزل بعد سنة وشهور وَقد ذكره ابْن الوردي فِي أثْنَاء قصيدة طَوِيلَة فَقَالَ ... كَانَ وَالله فَقِيها نزها ... وَله عرض عريض مَا اتهمَ ... ... وَهُوَ لَا يدْرِي مداراة الورى ... ومداراة الورى أَمر مُهِمّ ...
فَلَمَّا رَجَعَ من حلب ولاه السُّبْكِيّ تدريس النورية بحمص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء صفد فَمَكثَ نَحوا من خمسين يَوْمًا وَمَات وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ يبجله ويعظمه فِي الْفِقْه وَيَقُول مَا رَأَيْت أفقه نفسا مِنْهُ قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه غواصا على الْمعَانِي الدقيقة منزلا للحوادث على الْقَوَاعِد والنظائر تَنْزِيلا عجيبا لم أر فِي هَذَا الْبَاب مثله وَكَانَ عَارِفًا بالأصول خيرا دينا متواضعا كثير الْمُرُوءَة وَشرح مُخْتَصر التبريزي شرحا جيدا مُشْتَمِلًا على فَوَائِد غَرِيبَة وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين وَكَانَ المصريون لَا يعدلُونَ بِهِ فِي الْفَتْوَى أحدا من أهل عصره وَكَانُوا يَقُولُونَ لَو حلف إِنْسَان أَن يستفتي أفقه الشَّافِعِيَّة فاستفتاه لم يَحْنَث توفّي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute