أَن فِي ذَلِك الْمصلحَة فنفذ إِلَيْهِ وراسله فِي الْمُصَالحَة وَلم تزل المراسلة بَينهمَا إِلَى أَن اسْتَقر أَن يَأْخُذ شرف الدّين مقرة وعربان وقلعة أم الْعِزّ ويفرن وسماح وَيكون من سماح إِلَى غربي نفوسة لإِبْرَاهِيم وَمهما فتح كَانَ بَينهمَا فاختلفا على ذَلِك وأطلع شرف الدّين نِسَاءَهُ إِلَى قلعة أم الْعِزّ وَبقيت قلعة تيركب لإِبْرَاهِيم وَصَارَ شرف الدّين فِي الوطا يَأْخُذ الْبِلَاد أَخذ دواره وزواغة ولمايه وسيرة فِي كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ بِلَاد كَبِيرَة وَأقَام بَاقِي سنته فِي بِلَاد طرابلس وَأمنت دباب من غَارة إِبْرَاهِيم فَصَارَت فِي كل وَقت تسرق أَصْحَاب شرف الدّين وَمن لقوه من الأتراك مُنْفَردا قَتَلُوهُ وَعلم شرف الدّين غدرهم ونحسهم
وَكَانَت زغب قد غربت بعد أَن قَالَت لإِبْرَاهِيم
من الرَّأْي أَن تغرب مَعنا فَإِن شرف الدّين فِي قُوَّة وَهُوَ قَلِيل الْغدر مَا يَأْخُذ لَك شَيْئا من بلادك وتملك فِي الغرب مَوَاضِع وَتَأْخُذ أَمْوَالًا إِلَى أَن يتَبَيَّن شرف الدّين نحس دباب وغدرهم فَيَعُود إِلَى مصالحتك والاتفاق أَنْت وَهُوَ وَنحن وَنخرج دباب من الْبِلَاد فَأبى عَلَيْهِم فَمَضَوْا بعد أَن وَدعوهُ وداع من لَا يعود يلتقى
فَلَمَّا أحس شرف الدّين كَمَا ذكرُوا بغدر دباب ونحسهم وانهم قد أمنُوا من زغب وَإِبْرَاهِيم عزم على التَّغْرِيب إِلَى دمر وقطماطة وزريقا وَقَابِس وَمَا إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وَتوجه إِلَى دمر وَذَلِكَ فِي مُسْتَقْبل سنة سِتّ وَسبعين وَسَنذكر قصَّته فِي مَكَانهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute