(أما خُرَاسَان تعود منابتا ... للعشب لَيْسَ لأَهْلهَا من جَابر)
(وَكَذَا الخوارزم وبلخ بعْدهَا ... تضحي وَلَيْسَ بربعها من صافر)
(والديلمان جبالها ودحالها ... ورها ستخرب بعد أَخذ نشاور)
(والري يسفك فِيهِ دم عِصَابَة ... من آل أَحْمد لَا بِسيف الْكَافِر)
(وتفر سفاك الدما مِنْهُم كَمَا ... فر الْحمام من الْعقَاب الكاسر)
(فَهُوَ الْخَوَارِزْمِيّ يكسر جَيْشه ... فِي نصف شهر من ربيع الآخر)
(وَيَمُوت من كمد على مَا ناله ... من ملكه فِي لج بَحر زاخر)
(وتذل عترته وتشقى وَلَده ... لظُهُور نجم للذؤابة زَاهِر)
(وَيكون فِي نصف الْقرَان ظُهُوره ... لَكِن سعادته كلمح النَّاظر)
(وتثور أعداه عَلَيْهِ ويلتقي ... وَيعود مُنْهَزِمًا بصفقة خاسر)
(وَيكون آخر عمره فِي آمد ... يسري إِلَيْهِ وَمَا لَهُ من سَائِر)
(وتعود عظم جيوشه مرتدة ... عَنهُ إِلَى الْخصم الألد الْفَاجِر)
(وديار بكر سَوف يقتل بَعضهم ... بِالسَّيْفِ بَين أصاغر وأكابر)
(وَترى بآذربيج بَدو خيامه ... نصبت لجاجا من عَدو كَافِر)
(تفنى عساكره ويفنى جَيْشه ... متمزقا فِي كل قفر واعر)
(وَالْوَيْل مَا تلقى النَّصَارَى مِنْهُم ... بالذل بَين أصاغر وأكابر)
(وَالْوَيْل أَن حلوا ديار ربيعَة ... مَا بَين دجلتها وَبَين الجازر)
(ويدوخون ديار بابل كلهَا ... من شهرزور إِلَى بِلَاد السامر)
(وخلاط ترجع بعد بهجة منظر ... قفرا تداوس باخْتلَاف الْحَافِر)
(هَذَا وتغلق أربل من دونهم ... تسعا وتفتح فِي النَّهَار الْعَاشِر)
(وبطون نينوه وَيُؤْخَذ مَالهَا ... ودوابها من معشر متجاور)