هكذا رواه " البَين " بالفتح، ورويناه عن أحمد بن يحيى وغيره " البين " بكسر الباء، قال:" سفر " كتابٌ غفل، أي: دَرَست فصارت أعلامها إغفالا، ينبغي أن يكون السفر من قولهم: سفرت البيت، أي: كنسته، فكأنه كنست الكتابة من الشطرين فصار غفلا بعد أن كان بها معلما.
وقال أبو صخر أيضاً " من الطويل ":
بأهلي من أمي على نأبه شكلا ... ومن لا أرى في العالمين له مثلا
فأقسم بالله الذي اهتزّ عرشه ... على فوق سبع لا اعلّمه بُطلا
بأن لليلى في الفؤاد عَلاقةٍ ... على اليأس يوماً ما سقى الشَرَبُ النخلا
أخلص " فوق " اسماً، إلا تراه أدخل " على " عليها، فعلى هذا يجوز أن تقول " فوقُك رأسك " كقولك: " أعلاك رأسك "، و " أعلاك " مرفوع بالابتداء، وقوله:" على فوق سبع " يدفع إنشاد أبي علي بيت الكتاب " من الطويل ":
له ما رأت عين البصير وفوقه ... سماءُ الإله فوقَ سبع سمائيا
وكان يقول أن السابعة هي العرش وهي التي أراد بقوله:" سماء الإله " وقوله: " لا اعلمه بُطْلا " منقول من " علم " المتعدية إلى فعول واحد بمعنى " عرف " كقول الله سبحانه: " ولقد علمتم الذينَ اعتَدَوْا منكم في السَّبْتِ " أي: عرفتم، ألا تراه عدّاه إلى مفعولين أحدهما الهاء