نبهت على ذَلِك لِأَن كثيرا من الأهدليين الَّذين لَا خبْرَة لَهُم يُنكرُونَ نسبهم إِلَى الأهدل وَمِمَّا يدل على شرفهم قَول الْوَلِيّ الشهير الْفَقِيه الْمُحدث الصُّوفِي بدر الدّين حُسَيْن بن الصّديق بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل فِي بعض قصائده
والمراوعة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْوَاو الْقرْيَة الْمَشْهُورَة على مرحلة قبلي بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل وَأول من توطنها مِنْهُم مُحَمَّد بن سُلَيْمَان فَإِنَّهُ قدم من الْعرَاق هُوَ وجد السَّادة آل باعلوي أَحْمد بن عِيسَى فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وثلثمائة فأقاما عِنْد يني عَمهمَا من النّسَب أَشْرَاف الحسنية الْبَلدة الَّتِي إِلَى الْيمن على قدم التصوف بوادي سردد بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وبدالين مهملتين الأولى مِنْهُمَا تضم وتفتح وَهُوَ مَشْهُور بِالْيمن ثمَّ بعد ذَلِك انْتقل مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَذْكُور إِلَى وَادي سِهَام وتوطن بالمراوعة وَذهب ابْن عَمه أَحْمد بن عِيسَى إِلَى حَضرمَوْت فاستوطنها وَحصل لكل مِنْهُمَا شهرة طنانة وذرية طيبَة وَسَيَأْتِي فِي هَذَا الْكتاب من أولادهما جمَاعَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الأديب أَبُو بكر بن أَحْمد بن عَلَاء الدّين بن مُحَمَّد بن عمر بن نَاصِر الدّين بن عَليّ البهرامبادي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْجَوْهَرِي الأديب الشَّاعِر المطبوع أحد المجيدين فِي صناعَة الشّعْر نَشأ بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ مَاتَ وَهُوَ صَغِير فتعاني الإشتغال بالعلوم وَقَرَأَ على مَشَايِخ عصره مِنْهُم الْحسن البوريني أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَتردد إِلَى مصر كثير للتِّجَارَة وَأخذ عَن علمائها وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وَحفظ وروى وَكَانَ حصل مَالا كثيرا من مِيرَاث آل إِلَيْهِ فصدمه الزَّمَان فِيهِ حَتَّى أتْلفه وَكَانَ ينظم الشّعْر الفصيح وَجمع لَهُ ديوانا رَأَيْته وانتخبت مِنْهُ هَذَا الْقدر الَّذِي أوردته وَمن أحْسنه أبياته الْمَشْهُورَة وفيهَا التَّفْرِيع وَهِي
(وَمَا أم أفراخ تمزقن بالفلا ... بسطوة نسر كاسر بالمخالب)
(وَقد منعت من أَن تراهن واغتدت ... تنوح وتبكي من صروف النوائب)