للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْئا وَكَانَ كثيرا مَا يحجّ فى غَالب السنين وَحج فى سنة خمس وَسِتِّينَ وَألف وجاور بِالْمَدِينَةِ تِلْكَ السّنة هى السّنة الَّتِى مَاتَ فِيهَا فَأرْسل اليه الشَّيْخ عبد الْجواد المنوفى من مَكَّة الى الْمَدِينَة هَذِه القصيدة يهنئه بالمجاورة عِنْد خير خلق الله مُحَمَّد

(دَار الحبيب أَحَق أَن تهواها ... وتحن من طرب الى ذكرَاهَا)

(وعَلى الجفون مَتى هَمَمْت بزورة ... يَا ابْن الْكِرَام عَلَيْك أَن تنساها)

(فَلَانَتْ انت اذا حللت بِطيبَة ... وظللت ترتع فى ظلال رباها)

(مغنى الْجمال من الخواطر والتى ... سلبت عقول العاشقين حلاها)

(لَا تحسب الْمسك الذكى كثربها ... هَيْهَات أَيْن الْمسك من رياها)

(طابت فان تبغى التَّطَيُّب يَا فَتى ... فأدم على السَّاعَات لثم ثراها)

(أبشر ففى الْخَبَر الصَّحِيح مُقَرر ... ان الاله بِطيبَة سَمَّاهَا)

(واختصها بالطيبين لطيبها ... واختارها ودعا الى سكناهَا)

(لَا كالمدينة منزلا وَكفى بهَا ... شرفا حُلُول مُحَمَّد بفناها)

(حظيت بجيرة خير من وطئ الثرى ... وأجلهم قدرا فَكيف ترَاهَا)

فَأَجَابَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بِهَذِهِ الابيات وهى قَوْله

(أيا سَائِلًا عَنى وَعَن وصف خلتى ... تُرِيدُ بهَا حظا بأوفر بغيتى)

(مآرب أمرى ثمَّ مربى مآربى ... باقوال ربى ثمَّ افعال سنة)

(مجامع أمرى فى اجْتِمَاع أحبتى ... بِطيبَة اذا طابت لنَفس زكية)

(وقرة عين فى اقتراب منيتى ... بموطنها ان شَاءَ رب الْبَريَّة)

(وأهنى باخبار الاحبة كلما ... أَرَاهَا بِعَين الرَّأْس ثمَّ البصيرة)

(وأذكر مَا بَين المحبين شَأْنهَا ... فتصغى لَهَا أهل الصَّفَا والمودة)

(فيا قرب دارى بالمحبين كلهم ... وسيدهم يَوْم اللقا وَالْغنيمَة)

(فَللَّه در المغبطين لنا بهَا ... وَقدر بحت نفسى تهنى ببغيتى)

(فوَاللَّه لَا أنسى محبا ومخلصا ... وعبدا لجواد كريم السجية) ٥ وروى عَنهُ انه قَالَ لما وصلته أَبْيَات الشَّيْخ عبد الْجواد أرسل لنا الشَّيْخ هَذِه الابيات يودعنا بهَا وَكَانَ كَمَا قَالَ وَكَانَت وَفَاته فى حادى وعشرى شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَألف وَدفن بِالبَقِيعِ بِالْقربِ من مرقد سيدنَا ابراهيم بن النبى

<<  <  ج: ص:  >  >>