وَعرف العالي والنازل وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد الْكثير من الْكتب والاجزاء والطباق وَخرج كثيرا لغيره وَالْبَعْض لنَفسِهِ كالاربعين المتباينات وَكَذَا خرجها لوَلَده وَلم يَتَعَدَّ لغير ذَلِك من هَذَا الْفَنّ وَبَالغ فِيهِ وَتوسع جدا مَعَ مُشَاركَة فِي الْفَضَائِل ونظم ونثر وَقد حدث بِأخرَة بالكثير من الْكتب والاجزاء وأقرأ الْقُرْآن وَتخرج بِهِ جمع من الْفُضَلَاء، وَكنت مِمَّن تخرج بِهِ وقرأت عَلَيْهِ الْكثير وانتفعت بتهذيبه وارشاده وأجزائه، وَكَانَ كثير الْمحبَّة لي والاقبال عَليّ وَالْتمس مني بِأخرَة جمع شُيُوخه ومروياته فَمَا تيَسّر وتوسم فِي الْمعرفَة ووصفني بالجميل ودعا لي كثيرا وَأَرْجُو أَن أنتفع بذلك فقد كَانَ خيرا دينا سَاكِنا بطيء الْحَرَكَة ربض الْخلق صَادِق اللهجة غزير الْمُرُوءَة متواضعا منطرح النَّفس وقورا بساما مهابا بهيا نير الشيبة حسن السمت كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة غَايَة فِي النصح سليم الْبَاطِن محبا فِي الحَدِيث وَأَهله، سَمحا بِإِعَادَة كتبه وأجزائه منجمعا عَن النَّاس بتربة السيفي قجماس الظَّاهِرِيّ بِالْقربِ من البرقوقية قانعا باليسير عديم النظير على طَريقَة السلق قل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله طَار اسْمه بِمَعْرِِفَة الْأَسَانِيد والشيوخ والمرويات، وَأرْسل للسُّلْطَان أبي فَارس صَاحب الْمغرب أَرْبَعِينَ حَدِيثا خرجها لَهُ ولأولاده بالاجازة فأثابه عَلَيْهَا وَكَذَا خرج للجلال البُلْقِينِيّ والنور التلواني وَخلق، وقرض لَهُ شَيخنَا بعض ذَلِك أَو جَمِيعه وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ بِحَيْثُ ذكره فِي الْقسم الْأَخير من مُعْجَمه وَشهد لَهُ إِذْ ذَاك بِأَنَّهُ أمثل من تخرج على طَريقَة طلب الحَدِيث وَقدمه للاستملاء عَلَيْهِ فاستمر وَأثبت اسْمه مُجَردا فِي ورقة كتبهَا فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية فِي وسط هَذَا الْقرن لكَونه كَانَ أَيْضا قصد فِيهَا لتقدم عمله فِيهَا حَسْبَمَا بَينته بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الْأَعْيَان الْقرَاءَات مَعَ انه كَانَ تَارِكًا وَشهد عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فِي إِجَازَته بعض من قَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات فوصفه فِيهَا بالشيخ الامام الْفَاضِل شيخ الاقراء والتحديث الْحَافِظ فلَان، وَفِي أُخْرَى قبلهَا بِعشر سِنِين بالشيخ الامام الْعَالم الْعَلامَة الاوحد الْمُحدث الْحَافِظ الضَّابِط المقرىء المجود، هَذَا مَعَ سلوك صَاحب التَّرْجَمَة مَعَه الْأَدَب إِلَى الْغَايَة حَتَّى إِنَّنِي سمعته يسْأَل أَيّمَا أكبر أَنْت أَو هُوَ فَقَالَ أَقُول كَمَا قَالَ العباسي رَضِي الله عَنهُ أَنا أسن مِنْهُ وَهُوَ أكبر مني رحمهمَا الله تَعَالَى. ومدحه)
بقصيدة حَسَنَة ذكرتها فِي الْجَوَاهِر. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بسكنه بتربة قجماس، وَدفن بهَا بعد أَن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ جمع جم كشيخنا وَتقدم والحنبلي والاقصرائي فَمن دونهم وتأسف النَّاس خُصُوصا أهل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute