ابْنه إِلَى أَن أرْسلهُ الْأَشْرَف لبلاد جركس لإحضار أَقَاربه فَتوجه ثمَّ عَاد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ فَأَقَامَ دهرا ثمَّ صَار من الدوادارية الصغار ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْعَزِيز ثمَّ تَأمر على الركب الأول غير مرّة وَتوجه فِي الرسلية لمتملك الرّوم ثمَّ لمتملك العراقين ثمَّ جعله إينال من أُمَرَاء الطبلخاناه، ثمَّ قدمه ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد رَأس نوبَة النوب ثمَّ جعله خجداشه الظَّاهِر خشقدم أَمِير مجْلِس، وَعظم جدا ونالته السَّعَادَة وَقصد فِي الْحَوَائِج وشاع ذكره، وَعمر الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة بل أنشأ مدرسة على ظهر الْكَبْش بِالْقربِ من جَامع طولون وتربة بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة وَصَارَ أتابك العساكر. وَلم يزل فِي ازدياد حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين حِين دُخُوله الْخَلَاء وتحدث النَّاس فِي كَونه مسموما وَفِي غير ذَلِك وجهز وَأخرج من دَاره الْمُجَاورَة للزمامية فِي سويقة االصاحب حَتَّى صلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بتربته وَقد قَارب السّبْعين. وَكَانَ طوَالًا تَامّ الْخلقَة مليح الْوَجْه كَبِير اللِّحْيَة أبيضها ضخما مهابا وقورا ذَا سكينَة مُعظما فِي الدول قَلِيل الْكَلَام طَالَتْ أَيَّامه فِي السَّعَادَة وَلم يرتق لما كَانَ يحدث بِهِ نَفسه هُوَ وَأَصْحَابه وَله بجاهه الشّرف الْمَنَاوِيّ مزِيد الْعِنَايَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
قانم نيصا هُوَ الظَّاهِر جقمق. مضى قَرِيبا.
قانم الملقب نعجة الأشرفي برسباي. كَانَ من خاصكية سَيّده ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام إينال إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد ناهز السِّتين أَو جازها بِقَلِيل، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ.
قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي ثمَّ الظَّاهِرِيّ أحد مُلُوك الديار المصرية وَالْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ من مُلُوك التّرْك البهية ويلقب بِدُونِ حصر بالأشرف أبي النَّصْر، خَاتِمَة الْعِظَام ونابغة الْعِظَام بَارك الله تَعَالَى للْمُسلمين فِي حَيَاته وتدارك باللطف سَائِر حركاته وسكناته.)
ولد تَقْرِيبًا سنة بضع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ تاجره مَحْمُود بن رستم وَالِد نزيل مَكَّة الْآن مصطفى فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَرَاهُ الْأَشْرَف برسباي ودام بطبقة الطازية إِلَى أَن ملكه الظَّاهِر جقمق وَأعْتقهُ وصيره خاصكيا ثمَّ دوادارا ثَالِثا بعد ماميه المظفري صهر الشهابيبن الْعَيْنِيّ ثمَّ امتحن فِي أول الدولة الأشرفية إينال ثمَّ تراجع وَاسْتمرّ على دواداريته ثمَّ ارْتقى لإمرة عشرَة ثمَّ فِي أول سلطنة الظَّاهِر خشقدم لطبلخاناه مَعَ شدّ الشربخاناه عوضا عَن جَانِبك المشد ثمَّ للتقدمة صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر بلباي رَأس نوبَة النوب عوضا عَن خجداشه أزبك من ططخ المتوجه لنيابة الشَّام ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر الظَّاهِر تمربغا فِي الْملك فعمله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute