للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الابيني الْآتِي ذكرهمَا وَكَانَا فَقِيها مجودا فَاضلا درس فِي الْجند فِي مدرسة الشَّيْخ عبد الله بن الْعَبَّاس وَتُوفِّي بهَا وَلم اتحقق تَارِيخه وترتب وَالِدي بعده بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة

والآن قد عرض ذكر الشَّيْخ عبد الله فاحب بَيَانه وكما اشْترطت فَهُوَ ابو مُحَمَّد عبد الله بن الْعَبَّاس ابْن عَليّ بن الْمُبَارك الْحَجَّاجِي الشاكري ثمَّ الهمدني كَانَ رجلا من اعيان النَّاس ذَا مشاركه بِالْعلمِ لم يجمع اُحْدُ من نظرائه كتبا كَمَا جمع بِحَيْثُ يُقَال جمعت خزائنة فَوق خَمْسَة آلَاف كتاب واخذ عَن الْفَقِيه الجزيري مقامات الحريري وَغَيرهَا واخذ عَن اسحاق الطَّبَرِيّ والعماد الإسكندري وَغَيرهم وَولي كِتَابَة الْجَيْش فِي ايام المسعود بن الْكَامِل ثمَّ هَلُمَّ جرا وسفره المظفر الى مصر مرَارًا وَهُوَ الَّذِي وَصله بالاستنابة من صَاحب بَغْدَاد وتقيد الطَّاعَة وتنويه الْجَلِيل وابتنى هَذِه الْمدرسَة بالجند غير انه قصر فِي وَقفهَا وَلم يزل على الاعتزاز عِنْد المظفر وَولي ديوَان النّظر بعدن مُدَّة وَله فِي عدن سَبِيل بِئْر وحوض وحائط وَكَانَت وَفَاته بتعز لبضع وَسِتِّينَ وستماية وَحمل الى الْجند فقبر تَحت جبل صرب وَذكر لي ثِقَة انه مَا قصد تربته لامر عسير الا تيَسّر وَترك وَلدين هما ابو بكر وَعمر فابو بكر توفّي وَانْقطع عقبه وَعمر كَانَ خيرا يحفظ كتاب الله حفظا شافيا وَتُوفِّي وَخلف ولدا اسْمه أَحْمد كَانَ عَاقِلا يتَوَلَّى للسُّلْطَان الْأَعْمَال الْكِبَار كحرض ولحج وَكَانَت وَفَاته بتعز رَابِع رَمَضَان سنة احدى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَخلف خَمْسَة بَنِينَ المرجو من الله اصلاحهم إصلاحا جيدا

وَمِمَّنْ وردهَا على بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن مقبل النَّخعِيّ ثمَّ الابيني سَبَب مصيره الْجند انه دخل عدن وَحضر مجْلِس القَاضِي مُحَمَّد بن اِسْعَدْ وَهُوَ يلقِي على الْفُقَهَاء مسايل فَكَانَ يتصدر لَهَا فاعجب القَاضِي بِهِ وَكتب لَهُ الى قَاضِي

<<  <  ج: ص:  >  >>