للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مادام طَائِعا ويقومون بِدِينَار عَن كل بَالغ. وَخَربَتْ كَنِيسَة سرس الَّتِي كَانَ يزْعم دَاوُد أَنَّهَا تحدثه بِمَا يرديه وَأخذ مَا فِيهَا من الصلبان الذَّهَب وَغَيرهَا فَجَاءَت مبلغ أَرْبَعَة آلَاف وسِتمِائَة وَأَرْبَعين دِينَارا وَنصف وَبَلغت الْأَوَانِي الْفضة ثَمَانِيَة آلَاف وسِتمِائَة وَسِتِّينَ دِينَارا. وَكَانَ دَاوُد قد عمرها على أكتاف الْمُسلمين الَّذين أسرهم من عيذاب وأسوان وَقرر على أقَارِب دَاوُد حمل مَا خَلفه من رَقِيق وقماش إِلَى السُّلْطَان وأطلقت الأسري الَّذين كَانُوا بالنوبة من أهل عيذاب وأسوان وردوا إِلَى أوطانهم. من الْعَسْكَر من الرَّقِيق شَيْئا كثيرا حَتَّى أبيع كل رَأس بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَفضل بعد الْقَتْل وَالْبيع عشرَة آلَاف نفس وَأقَام الْعَسْكَر. بِمَدِينَة دمقلة سَبْعَة عشر يَوْمًا وعادوا إِلَى الْقَاهِرَة فِي خَامِس ذِي الْحجَّة بالأسرى والغنائم فرسم السُّلْطَان للصاحب بهاء الدّين بن حنا أَن يستخدم عمالا على مَا يسْتَخْرج من النّوبَة من الْخراج والجزية بدمقلة وأعمالا فَعمل لذَلِك ديوَان. وَفِي ثَانِي عشره: اجْتمع الْقُضَاة والأمراء والأعيان بقلعة الْجَبَل وَعقد للْملك السعيد على غَازِيَة خاتون ابْنه الْأَمِير قلاوون الألفي بوكالة الْأَمِير بدر الدّين بيليك الخازندار نَائِب السلطة عَن الْملك السعيد. فَقبل العقد عَن الْأَمِير قلاوون الْأَمِير آقسنقر الفارقاني على صدَاق مبلغه خَمْسَة آلَاف دِينَار الْمُعَجل مِنْهَا ألفا دِينَار وَكتب الصَدَاق بِخَط القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر وإنشائه وَمن جملَته: هَذَا كتاب تحاسدت رماح الْخط وَأَقْلَام الْخط على تحريره وتنافست مطالع الْأَنْوَار ومشارق الْأَنْوَار على تسطيره وأضاء نوره بالجلالة وأشرق وهطل نوره بِالْإِحْسَانِ وأغدق وتناسبت فِيهِ أَجنَاس تجنيس لفظ الْفضل فَقَالَ الِاعْتِرَاف هَذَا مَا تصدق وَقَالَ الْعرف هَذَا مَا أصدق. وَفِيه شنق السُّلْطَان الطواشي شُجَاع الدّين عنبر الْمَعْرُوف بصدر الباز وَكَانَ قد تمكن مِنْهُ تمَكنا عَظِيما من أجل أَنه شرب الْخمر وعلقه تَحت قلعة الْجَبَل. وعندما انقضي أَمر العقد ركب السُّلْطَان من يَوْمه على الهجن فِي نفر يسير وَسَار إِلَى الكرك فَدَخلَهَا فِي ثَالِث عشريه وَهُوَ يُرِيد الْقَبْض على الْأَمِير سَابق الدّين عبِّيَّة فَلَمَّا بلغه حُضُور السُّلْطَان قدم عَلَيْهِ فرعي لَهُ ذَلِك وَزَاد إقطاعه وَنظر السُّلْطَان فِي أَمر أهل الكرك وَقطع أَيدي سِتَّة مِنْهُم اتهموا بِأَنَّهُم قد عزموا على إثارة فتْنَة ورتب رجَالًا بهَا عوضا عَمَّن كَانَ فِيهَا. وفيهَا أَقَامَ حجاج مصر بِمَكَّة ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا وبالمدينة النَّبَوِيَّة عشرَة أَيَّام وَهَذَا لم يعْهَد مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>