وَفِي سادس عشرينه: قدم الْبَرِيد من حلب بِأَن الْخَبَر ورد بِقَبض سَالم الذكرى على منطاش وَأَن صَاحب ماردين قبض على جمَاعَة من المنطاشية حَضَرُوا إِلَيْهِ فَبعث السُّلْطَان قرا دمراش نَائِب حلب على عَسْكَر والأمير يلبغا الناصري نَائِب دمشق على عَسْكَر والأمير أينال اليوسفي أتابك العساكر على عَسْكَر فَسَارُوا لإحضار منطاش وَمن مَعَه فَنُوديَ فِي الْقَاهِرَة بالأمان وَقد حصل غَرِيم السُّلْطَان فدقت البشائر ثَلَاثَة أَيَّام. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير أيدمر الشمسي أَبُو زلطة فِي نِيَابَة الْبحيرَة وعزل دمرداش السيفي. وَفِي سَابِع عشرينه: قدم الْبَرِيد من حلب بِأَن الْأَمِير قرا دمرداش وصل بعسكر حلب إِلَى أَبْيَات سَالم الذكرى وَأقَام أَرْبَعَة أَيَّام يُطَالِبهُ بِتَسْلِيم منطاش وَهُوَ يماطله فحنق مِنْهُ وَركب بِمن مَعَه وَنهب بيوته وَقتل عدَّة من أَصْحَابه. ففر سَالم بمنطاش إِلَى سنجار وَامْتنع بهَا. وَأَن الْأَمِير يلبغا الناصري حضر بعساكر دمشق بعد ذَلِك فَأنْكر على قرا دمرداش مَا وَقع مِنْهُ وَأَغْلظ فِي القَوْل وهم بضربه فَكَادَتْ تكون فتْنَة كَبِيرَة وعادا وَأَن الْأَمِير أدينال وصل بعسكر مصر إِلَى رَأس عين وتسلم من صَاحب ماردين الَّذين قبضهم من المنطاشية وَكَبِيرهمْ قشتمر الأشرفي وَحضر بهم وبكتاب صَاحب ماردين وَهُوَ يعْتَذر ويعد تَحْصِيل غَرِيم السُّلْطَان. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ أول ذِي الْحجَّة: خرج السُّلْطَان من حلب يُرِيد دمشق. وَفِي سادسه: قدم الْبَرِيد بِأَن السُّلْطَان لما بلغه مَا جرى من قرا دمرداش وَمَا وَقع بَينه وَبَين الناصري من الْفِتْنَة وأنهما عادا بِغَيْر طائل غلب على ظَنّه صِحَة مَا نقل عَن الناصري من أَن قَصده مطاولة الْأَمر مَعَ منطاش وَأَنه لم يحضر إِلَى دمشق إِلَّا بمكاتبته لَهُ بذلك وأَنه قصر فِي أَخذه بِدِمَشْق وَأَن سَالم الذكرى لم يرحل بمنطاش إِلَى سنجار إِلَّا بِكِتَاب الناصري إِلَيْهِ بذلك. فَلَمَّا قدم إِلَى حلب قبض عَلَيْهِ وعَلى شهَاب الدّين أَحْمد بن المهمندار نَائِب حماة وكشلي أَمِير أخور الناصري وَشَيخ حسن رَأس نوبَته وقتلهم فِي لَيْلَة قبضهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute