السَّلَام فَارقهَا الْعَاصِ بن الرّبيع ثمَّ أَنه أسلم فَردهَا عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد سنتَيْن بنكاحها الأول وَلم يحدث شَيْئا
وَقد روى أَنه ردهَا عَلَيْهِ وَكَانَ أسلامها قبل أسلامه بست سِنِين بِالنِّكَاحِ الأول وَلم يحدث شَهَادَة وَلَا صَدَاقا رَوَاهُ الْأَمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ ردهَا عَلَيْهِ بِنِكَاح جَدِيد وَمهر جَدِيدا وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يثني على صحبته خيرا
وروى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بأسناده عَن الْمسور بن مخرم قَالَ أَن عليا رض = خطب بنت أبي جهل فَسمِعت بذلك فَاطِمَة رض فَأَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يزْعم قَوْمك أَنَّك لَا تغْضب لبناتك وَهَذَا عَليّ ناكح بنت أبي جهل فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمعته حِين يشْهد يَقُول دأما بعد أنكحت أَبَا الْعَاصِ بن الرّبيع فَحَدثني وصدقني وَأَن فَاطِمَة بضعَة مني وَأَنِّي أكره أَن يسوءها شَيْء وَالله لَا تَجْتَمِع بنت رَسُول الله وَبنت عَدو الله عز وَجل عِنْد رجل وَاحِد فَترك عَليّ الْخطْبَة
وَفِي روايه أُخْرَى عَن الْمسور قَالَ سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر صهرا لَهُ من بني عبد شمس فَأثْنى عَلَيْهِ فِي مصاهرته أَيَّاهُ فَأحْسن قَالَ حَدثنِي فصدقني ووعدني فوفى لي رَوَاهُ البُخَارِيّ قلت يحْتَمل أَن يكون معنى قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَعَدَني فوفى أَنه وعده أَنه لَا يتَزَوَّج عَليّ أبنته زَيْنَب رض = عَنْهَا وَهَذَا شَرط صَحِيح يلْزم الْوَفَاء بِهِ ليقول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَن أَحَق مَا وفيتم بِهِ من الشُّرُوط مَا أستحللتم بِهِ الْفروج رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد