رحمهمَا الله تَعَالَى ونفع بهما
وَمِنْهُم الإِمَام الْعَلامَة فَخر الْيمن وبهجة الزَّمن شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أبي بكر المقرىء الشاوري كَانَ إِمَامًا يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء مرتقيا أَعلَى ذرْوَة الْفضل بِلَا امتراء نادرة الدَّهْر وَأعظم فضلاء الْعَصْر مَلأ بِعِلْمِهِ الصُّدُور والسطور وَأَبَان بمشكاة فهمه مَا كَانَ عويصا على أَعْلَام الصُّدُور لَهُ المصنفات الْكَثِيرَة الَّتِي سَارَتْ بهَا الركْبَان والفوائد الجليلة المستفيضة فِي الْبلدَانِ برز فِي ميدان الْفَضَائِل وَأمن من النَّاظر والمناضل فَلَيْسَ يباريه مبار وَلَا يجاريه إِلَى غَايَة الْفضل مجار أصل بلد أَبِيه بلد بني شاور وَهِي بَلْدَة مَعْرُوفَة ثمَّ انْتقل إِلَى بَيت حُسَيْن فَأَقَامَ بهَا ثمَّ نَشأ لَهُ هَذَا الْوَلَد النجيب فَقَرَأَ على وَالِده طرفا من الْعلم ثمَّ انْتقل إِلَى مَدِينَة زبيد فَقَرَأَ على الإِمَام جمال الدّين الريمي وعَلى غَيره من الْعلمَاء فِي الْفِقْه والنحو واللغة والْحَدِيث حَتَّى برع بذلك وفَاق أَبنَاء جنسه واعترفوا بفضله وَكَانَت لَهُ قريحة مطاوعة وبديهة عَجِيبَة فَأَنْشَأَ قصيدة إِلَى الْوَزير بن معيبد فَأعْطَاهُ نَحْو ألف دِينَار ثمَّ أنشأ أُخْرَى إِلَى السُّلْطَان الْأَشْرَف بن الإفضل فقرضها لَهُ الْوَزير بن معيبد فَأَجَازَهُ السُّلْطَان عَلَيْهَا بألوف واشتهر شعره فَعلم بذلك وَالِده فَكتب إِلَيْهِ ينهاه عَن الِاشْتِغَال بِغَيْر علم الشَّرْع وعاتبه على هجره لَهُ وَكتب إِلَيْهِ شعرًا فِي القصيدة الْمَعْرُوفَة الَّتِي أَولهَا يحثه فِيهَا على طلب الْعلم الشريف وَيتْرك الشّعْر ويصل وَالِديهِ
(روض الْبِدَايَة بَانَتْ مِنْك يَا وَلَدي ... أريضة غضة مطلولة نظره)
فامتثل أَمر وَالِده وَترك الِاشْتِغَال بقول الشّعْر وواصل وَالِديهِ ووقف عِنْدهمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute