الْحمار ثمَّ وافاه الْأسد فَأكل مِنْهُ فَهَلَك ثمَّ جَاءَت الْأسود فَأكلت مِنْهُ فَهَلَكت ثمَّ كَذَلِك حَتَّى تغطت الْأسود بِتِلْكَ الهيجة وَكثير من الْهياج
وَدخلت سنة إثنتين وَسبعين وَألف غلت فِيهَا الأسعار وَقلت فِيهَا الثِّمَار وَشَمل الْقَحْط سَائِر الْبِلَاد وانتشر فِيهَا الْجَرَاد وفيهَا توفّي السَّيِّد حُسَيْن المؤيدي عَامل العدين فَأَرَادَ أَوْلَاد السَّيِّد مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإِمَام أَن يَنْتَظِم لَهُم فِيهَا حَال فَلم يتم لَهُم من أجلهَا مقَال وَاسْتولى عَلَيْهَا عماد الدّين يحيى بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَانَ الإِمَام قد أَرَادَ أَن يوليها فحال بَينه وَبَين ذَلِك عز الْإِسْلَام ونبهه على أَن الْبِلَاد بلادي فِيهَا عَامِلِي
وفيهَا إنتهب الْمحمل الشامى قبائل عنزه وَلَام وفيهَا يَوْم الْإِثْنَيْنِ توفّي السَّيِّد الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن شرف الدّين الجحافي بِمَدِينَة صنعاء وَكَانَ عَاملا بحفاش للحسين بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور ثمَّ للْإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه ثمَّ للْإِمَام المتَوَكل وعذره عَن عمالتها فاستقر بِصَنْعَاء على أحسن حَال كَانَ عَارِفًا بالنحو وأصول الْفِقْه والمنطق وَله شرح على غَايَة السول وَكَانَ متواضعا إِلَى نِهَايَة وَتمسك بِالسنةِ النَّبَوِيَّة فَسمع مُخْتَصر الديبع لجامع الْأُصُول واستجاز فِيهِ وَفِي غَيره من السَّيِّد الْعَلامَة إِبْرَاهِيم بن يحيى بن الْهَدْي وَسمع صَحِيح مُسلم على الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الْوَاحِد النزيلي كَمَا تقدم
وَفِي الْعشْر الْآخِرَة من ربيع الثَّانِي توفّي السَّيِّد الْعَلامَة الْحُسَيْن بن مُحَمَّد النعمي التهامي من صَبيا سَار إِلَى مَدِينَة صعدة فَقَرَأَ بهَا الْفِقْه على القَاضِي شهَاب الدّين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute