فَأَما ملك الألمان فقد سلبه الله مَا أضيف إِلَيْهِ كَمَا كَانَ الْمَمْلُوك رأى فِي مَنَامه على كَوْكَب وَأعلم بِهِ مَوْلَانَا رِسَالَة فَقَالَ أبقاه الله قد قبلت الْبُشْرَى
وَصُورَة الرُّؤْيَا أَن رَسُولا جَاءَ من جِهَة السُّلْطَان عز نَصره إِلَى الْمَمْلُوك فَقَالَ اكْتُبْ كتابا بِبِشَارَة ملك الألمان فَقلت حَتَّى أفكر فَقَالَ الرَّسُول اكْتُبْ بِأَن الله قد سلب ملك الألمان مَا اضيف إِلَيْهِ وَالْمَشْهُور أَن ملك الألمان خرج فِي مئتي ألف وَأَنه الْآن فِي دون خَمْسَة آلَاف
وَمِنْهَا ورد كتاب من المهدية إِلَى الاسكندرية ثَانِي رَجَب بعد سِتَّة عشر يَوْمًا من المهدية وَذكر من فِيهِ اخبارا وَقد طولع بهَا وَلما تَكَرَّرت علمت صِحَّتهَا وَهُوَ أَن عَسَاكِر الغرب الإسلامية نازلة على طليطلة وَقد افتتحت عدَّة حصون كَافِرَة وَأَن يوزبا شوهد بالمهدية موثقًا بالحديد وَقد نفذه قراقوش إِلَى صَاحب تونس ليسيره إِلَى بِلَاد الأندلس مَوضِع نزُول ابْن عبد الْمُؤمن بالعساكر
وَأَن أهل صقلية من الْمُسلمين إِلَى الْآن فِي حَرْب قَائِمَة بَينهم وَبَين فرنجها ومعتصمون بالجبال فِي أَعمالهَا وَأَن عَسْكَر الفرنج قد خرج لانجاد أَصْحَابهم بصقلية والمسلمون بهَا على توقع ورقبة وحذار وخيفة نصر الله كلمة التَّوْحِيد وَأهْلك كل جَبَّار عنيد
وَأَن مراكب فِيهَا أزواد للجنويين دخلت المهدية بِأَمَان من