وترمى إِلَى آمد فَرمي من ذَلِك شَيْء كثير فكفوا عَن الْقِتَال وأشاروا على أبن نيسان بِطَلَب الْأمان فأومن على أَن يخرج بِجَمِيعِ أَمْوَاله دون الذَّخَائِر وَالسِّلَاح وأمهل ثَلَاثَة أَيَّام فَلَمَّا عول على نقل أَمْوَاله قعد بِهِ أَصْحَابه فَأرْسل إِلَى السُّلْطَان فأنفذ إِلَيْهِ غلمانا ودواب وَضربت لَهُ خيمة بِظَاهِر آمد وَجعل ينْقل مَا يقدر على نَقله من المَال والقماش وآلات الذَّهَب وَالْفِضَّة مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام بعالم عَظِيم كَانُوا يزِيدُونَ على ثَلَاث مئة إِنْسَان وَلم ينْقل عشر مَا كَانَ لَهُ وسرق من أَمْوَاله أَكثر مِمَّا حصل لَهُ لِأَنَّهُ مَا أخرج أحد شَيْئا إِلَّا وَأخذ نصفه أَو أَكثر
وَكَانَ ابْن نيسان قد حصل فِي آمد أَشْيَاء كَثِيرَة لَا يُمكن وصفهَا من الأسلحة وَالْأَمْوَال والغلال والكتب وَلما انْقَضى الْأَجَل أَخذ مَا حصل وَسَار قَاصِدا بِلَاد الرّوم وتسلم السُّلْطَان مَدِينَة آمد بأموالها وذخائرها وَنصب أَعْلَامه على سورها وَذَلِكَ فِي رَابِع عشر محرم وَوجد فِيهَا من الغلال وَالسِّلَاح وآلات الْحصار من المناجيق واللعب والعرادات أَشْيَاء كَثِيرَة لَا يُمكن أَن تُوجد فِي يلد مثلهَا وَوجد فِيهَا برج من أبراجها فِيهِ مئة ألف شمعة وبرج مَمْلُوء نصول النشاب وَأَشْيَاء يطول شرحها
وَكَانَ فِيهَا خزانَة كتب كَانَ فِيهَا ألف ألف وَأَرْبَعُونَ ألف كتاب فوهب السُّلْطَان الْكتب للْقَاضِي الْفَاضِل فانتخب مِنْهَا حمل سبعين جمازة وَيُقَال إِن ابْن قرا أرسلان بَاعَ من ذخائر آمد وخزائنها مِمَّا لَا حَاجَة لَهُ بِهِ مُدَّة سبع سِنِين حَتَّى