للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وعن علمه فيما عمل فيه" هذا مقام مخوف لأنه لم يقل وعن علمه ما قال فيه وإنما قال ما عمل فيه فلينظر العبد ما عمل فيما علمه هل صدق اللَّه في ذلك وأخلصه حتى يدخل فيمن أثنى عليه بقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} (١) أو خالف علمه [فيدخل] في قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ} (٢) الآية. وقوله: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} (٣) الآية، وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢)} (٤) الآية، والأخبار بهذا المعنى كثيرة جدًا وتقدم ذلك واللَّه أعلم، قاله في التذكرة (٥).

٥٤٤٤ - وَعَن معَاذ بن جبل -رضي اللَّه عنه-. قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لن تَزُول قدما عبد يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يسْأَل عَن أَربع خِصَال عَن عمره فِيمَا أفناه وَعَن شبابه فِيمَا أبلاه وَعَن مَاله من أَيْن اكْتَسبهُ وَفِيمَا أنفقهُ وَعَن علمه مَاذَا عمل فِيهِ رَوَاهُ الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح وَاللَّفْظ لَهُ (٦).


(١) سورة البقرة، الآية: ١٧٧.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٦٩.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٤٤.
(٤) سورة الصف، الآية: ٢.
(٥) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٦٣٢).
(٦) أخرجه البزار (٢٦٤٠ و ٢٦٤١)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٦٠ رقم ١١١). قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٤٦: رواه الطبراني، والبزار بنحوه، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير صامت بن معاذ، وعدي بن عدي الكندي، وهما ثقتان. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٥٩٣). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.