للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أقوال أحدها قاله القاضي عياض (١): أن يكون هذا الكلام صدر من هذا الرجل وهو غير ضابط لما قاله عند غلبة الفرح عليه والسرور واستحقاقه إياه ببلوغ ما لم يخطر بباله فلم يضبط لسانه دهشا وفرحا فقاله وهو لا يعتقد حقيقة معناه وجرى على عادته في الدنيا في مخاطبة المخلوق وهذا كما قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الرجل الذي غلط ولم يضبط نفسه من الفرح فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح بوجود راحلته، خرجه مسلم. الثاني: أن يكون معناه أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من قلة احتفالي بأعمالي وعدم مبالاتي بها فيكون هذا على جهة المقابلة كما قال اللَّه تعالى مخبرا عن المنافقين: {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} (٢)، {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (٣) أي ينتقم منهم ويجازيهم على استهزائهم والاستهزاء في اللغة الانتقام، قاله في التذكرة (٤).

الثالث: ما قاله المازري (٥) أنه خرج على المقالة الموجودة في معنى الحديث دون لفظه لأنه عاهد اللَّه سبحانه وتعالى مرارا أن لا يسأله غير ما سأل ثم غدر فحل غدره محل الاستهزاء والسخرية فقدر


(١) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٥٩) شرح النووي على مسلم (٣/ ٤٠).
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٤.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٥.
(٤) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٩١٣).
(٥) المعلم بفوائد مسلم (١/ ٣٤٠).